مع كل سحابة ماء تظل ساكنة خمس دواوير نائية بجماعة أورير في حصار مؤقت وعزلة حارقة كل موسم شتاء عن العالم القروي ، وهم سكان دواوير تمزايت ، تكديرت نموسى ، إكرضان ، تمارووت وحي أسرن ، وهذا الأخير تتأزم نفسية ساكنته مع هطول الأمطار بسبب جريان وادي تمراغت ، والذي يعزل المنطقة عن الضفة الأخرى. معاناة سال علبها المداد وأرواح أبرياء لا ذنب لهم سوى الوصول إلى منازلهم ، فإذا بمياه الوادي تودي بحياتهم هدرا، وحرقة الآباء ومعيلي الأسر من الشباب في لحظات جهاد بين الحياة والموت ، أن تصل إلى منزلك أو أن مصيرك مصير الفتى إبراهيم أيت الفاسي من دوار إكرضان ،حينما هم بعبور الوادي سنة 1996 فإذا بالمياه تقلب به رأسا على عقب ، ورغم صيحات نداء النجاة لم تجد له أية استجابة إلى ان لفظ أنفاسه الأخيرة. فئة عريضة من التلاميذ، فقد استسلمت للامر الواقع، وقبعت في منازلها خوفا من الحصار في الضفة الأخرى ، وعمال مأجورين تمادوا وغامروا بحياتهم لأجل قوة عائلتهم ، رغم الأخطار المحدقة. أما أغلب الساكنة فبعلمهم لهطول المطل يقومون بالتزود بمؤونة زائدة لأيام متعددة خوفا من الجوع . ومما يزيد الوضع تعقيدا الترخيص الذي قدمته الجهات المعنية لاحدى الشركات لإستغلال وادي تمراغت كمقلع للحصى ، ضدا على الشكايات وتعرضات الساكنة المتضررة من الفلاحين والمزارعين بالشريط الأخضر ، بسبب ما سيسببه استغلال الشركة لهذا المقلع من تغيير مباشر لوادي تمراغت والذي يهدد المنطقة برمتها بجرف اراضيها ومساكنها وبكارثة لم تعرفها المنطقة. وحسب التحديد الجغرافي للمقلع، فإن هذا الأخير جاء في نقطة تحول للمسار وأزم الوضعية بسبب تكتل كثبان من الحصى بوسط الوادي، مما يجعل منه مانعا يضيق على المياه، لتتجه هذه الأخيرة نحو توكمان وهي اقرب نقطة خطر في هذه الحالة. وطالبت الساكنة المتضررة المسؤولين جميعا للكف عن استغلال الوادي لمصالح اقتصادية محضة على تهديد حياة السكان وممتلكاتهم بالغرق في أية لحظة.