كيف يمكن لأطفال في السن الرابعة أو الخامسة أو حتى العاشرة أن يستخدموا مسدسات حقيقية بإطلاق النار على ذويهم؟ سؤال كبير يطرح بحجم الفاجعة، وهل للانفتاح الإعلامي الكبير للفرد والأسرة والمجتمع دور في التأثير على الأطفال وبالتالي حصول حوادث مؤلمة ؟ أفلام الكرتون ذات الإيحاءات العنيفة والمسلسلات الوافدة على المجتمع لها الأثر الكبير على عقول أطفالنا.. وحين سقط مفرح الفيفي برصاصة من ولده الطفل كانت الفاجعة على اسرته أكبر بكثير من ردت فعل الجاني الصغير (نواف)، وذلك حينما سارعت زوجته أم نواف وأخيه هادي على الفيفي بإسعافه ونقله إلى المستشفى ولكن كان القدر أسبق، ومازال الطفل يؤكد أن والده البطل كما يقول في لعبته المفضلة (البلاي ستيشن) سيعود وهو في انتظاره . وتؤكد أم نواف أن طفلها نواف هادئاً ولم يكن عدوانياً ولا يعرف استخدام مثل هذه النوعية من الأسلحة على الإطلاق. كما أعرب هادي علي الفيفي عم نواف أن الحادث قضاء وقدر بقدر ما كانت فاجعة لنا جميعاً فقد آمنا بقدر الله . وما حدث مؤخراً في محافظة العارضة بمنطقة جازان من قتل طفل في الرابعة من عمره لوالده بطلق ناري من مسدسه وتوهم الطفل أن والده سوف يعود للحياة بعد قتله هل له علاقه بما سبق الإشارة إليه من تأثر أطفالنا بأعمال العنف والتمثيل في المسلسلات وأفلام الكرتون. لم يكن يعلم مفرح أحمد الفيفي أن نهايته ستكون على يد ولده نواف ذي الأربع سنوات ومن مسدسه الشخصي عندما كان مفرح صاحب الخمسة عشر فرداً من البنين والبنات وبينما كان يداعب ولده سلمان تمتد يد طفله نواف إلى مسدس والده ويطلق عليه طلقة كانت كافية لتقضي على حياته وتوقع الطفل نواف أنه سيعود فوراً للحياة كما يحاكي ذلك ما يراه في أفلام الكرتون العنيفة وما زال الطفل البريء ينتظر عودته من تمثيلية الغياب التي كان بها بعد إطلاق النار عليه وهو لا يشعر أن مجرد استخدام السلاح كلعبة وإطلاق الرصاصة القاتلة سيحرمه عطف الأبوة وحنو اليدين على رأسه وجسمه. وتحدث شقيق القتيل هادي علي الفيفي قائلاً أن أخي الفقيد مفرح يبلغ من العمر (33) سنة ويعول خمسة عشر طفلاً وكان دمث الأخلاق وصاحب علاقات طبية مع جيرانه ومع الجميع وطفله نواف من أقرب أطفاله إلى نفسه وكان هذا قضاء الله وقدره. أما أخوان نواف وأخواته : سلمان وعبدالعزيز وحسينه وتركي فقد عبروا عن حزنهم الشديد لوفاة والدهم مفرح قائلين إن نواف يتابع باستمرار أفلام العنف الكرتونية وربما كانت واقعة التقليد لا شعور بما يشاهده