يعد المغرب بلدا نموذجيا في تدبير الشأن الديني، فهو يسهر على الأمن الروحي والعقدي لجماهير المصلين داخل بيوت الله، حيث يشترط في الإمام، قبل تكليفه بإمامة المصلين، أن يكون حافظا لكتاب الله تعالى، وملما بقضايا الدين. غير أن مسجد الفتح، بحي السعادة بالدشيرة، يبدو أنه بصدد التحول إلى استثناء في هذا الصدد، حيث أصبح مرتادوه مهددون في أمنهم الروحي، بل والعقدي، بفعل متغيرات عرفها المسجد في الأيام الأخيرة. فإثر غياب إمام المسجد لسبب قاهر، حل محله المِؤذن، والذي يبدو أنه تنقصه الكثير من الشروط لكي يؤم بالناس. فهو لا يحفظ حتى بعض السور القرآنية القصار. ففي اليوم الثاني من رمضان، وحين قراءته لسورة الكوثر، لم يستطع إتمامها إلا بصعوبة. كما أن هذا المؤدن يعاني، شفاه الله، من مرض مزمن يجعله يتعرض لنوبات من السعال الشديد، أثناء الصلاة، مما يفرض على المصلين أن ينتظروا طويلا، وهم راكعون أو ساجدون، في انتظار توقف حالة السعال. وهذا يجعلهم يعيشون حالة حرج شديد. أكثر من هذا يحاول بعض التشددين، ممن يعيشون على فتاوى الأنترنيت، أن يستغلوا الموقف للتشكيك في نوايا المسؤولين عن الشأن الديني بمندوبية وزارة الأوقاف، مما يؤشر على بوادر فتنة قد تهدد سكينة مرتادي مسجد الفتح وأمنهم الروحي. لهذا يبقى من الضروري عدم ترك الساحة فارغة أمام ذوي الأفكار المتشددة، وتدارك الموقف بإرجاع الأمور إلى نصابها بالمسجد، بتدخل من مسؤولي مندوبية الأوقاف، وذلك حفاظا على الأمن الروحي للمصلين، خصوصا خلال هذا الشهر الفضيل.