التحقت للا فاطنة، التي تبلغ من العمر 72 سنة،صباح اليوم الثلاثاء منذ الساعات الأولى بالقاعة المخصصة لاجتياز امتحان الباكلوريا، فجلست في الصف الأول منتظرة ورقة الامتحان التي ستخولها تحقيق إحدى أمنياتها، وهي الالتحاق بالجامعة التونسية. وتنحدر فاطنة من حاسي باحباح ضواحي مدينة دجلفة التونسية، ولم تلتحق في حياتها بالمدرسة، إذ اكتفت بأشغال البيت والضيعة، وتعلمت اللغات بعصامية، وكان أول لقاء لها مع الحروف قبل الكلمات والجمل حين ولجت دروس محو الأمية في السنة الدراسية 2007/2008، واستطاعت أن تفك طلاسيم الجهل عنها، فاجتازت الابتدائي بعد سنوات ثم الإعدادي، وهي اليوم أمامها عتبة أخيرة للالتحاق بالجامعة. و كلف هذا الأمر فاطنة وقتا وجهدا كبيرين، قبل أن تصبح اليوم درسا نموذجيا للشباب في المثابرة و العمل لتحقيق حلم الحصول على كرسي في مدرجات الجامعة "التعليم لايرتبط بالسن، ولكن بالرغبة.. والثقة بالنفس والتركيز هما مفتاحا الحصول على شهادة الباكالوريا"، تعلق فاطنة.. وفي سياق متصل، يجتاز أحمد صدقي البالغ من العمر حوالي 64 سنة امتحانات الباكالوريا برسم دورة يونيو 2015 التي انطلقت اليوم الثلاثاء ، وأمله في تحقيق حلمه بمواصلة مسيرة العلم. و يجتاز هذا المسن، الذي يتقدم لأول مرة لاجتياز هذه الاستحقاقات ضمن فئة المترشحين الأحرار، البالغ عددهم أزيد من 3 آلاف و 350 مترشحا ومترشحة، امتحانات هذه الدورة في مسلك اللغة العربية بمركز الامتحان بإعدادية المسيرة الخضراء بمدينة خريبكة.