بعد انصرام موسم دراسي بطيء، جثم على انفاس الموسم التربوي والتكويني بالثانوية التقنية المزمع احداثها بنيابة وزارة التربية الوطنية بتارودانت . ها هي المأساة ستتعمق مقبل الموسم الدراسي 2015/2016 لتزيد من معاناة مجموع 53 ثلاث وخمسون أسرة تلميذ وتلميذة ،عقابا لهم على اختيارهم التوجه الى الشعب التقنية بهذه المؤسسة ،التي رخصت الوزارة بافتتاح ابوابها الموسم المنصرم دون انهاء اشغالها الكبرى وتمكينها من ادنى الشروط البيداغوجية ،اللوجستيكية والصحية المفروض توفرها في أي مؤسسة تصنف بالتقنية. فاذا كانت الاكاديمية الجهوية للتربية والتكوين بأكادير ،قد لجأت في بداية الموسم الدراسي الحالي 2014/2015 الى حل ترقيعي، عملت بمقتضاه تحويل حوالي / ثلاثون 33 / تلميذ وتلميذة بشعبتي العلوم الميكانيكية والكهربائية لتوزيعها بين الثانوية التقنية الشريف الادريسي و الثانوية التاهيلية يوسف بن تاشفين بأكادير بسبب عدم توفر المعدات والمشاغل. فلماذا لم يواكب ذلك الاجتهاد في حينه باجراءات موازية , من شأنها اثبات حسن نية المسؤولين و تأكيد عزمهم الصادق لحل هده الاشكالية و ذالك على الاقل ، ببرمجة التمويل ضمن مشروع الميزانية الموالية ، لتهيئة المؤسسة وتأهيلها لاحتضان ليس فقط المتمدرسون , بل أيضا فئة الاباء والاولياء المعيلة والمتحملة للمصاريف المالية الطارئة الى جانب توفير الفضاء التربوي الملائم و الصائن لكرامة الاطر التربوية والادارية المشتغلة في هذا الجحيم. فإذا كان بالإمكان اللجوء لحل ترقيعي مؤلم اخر، لتفادي تكرار معاناة تلاميذ السنة الماضية بالعمل على الاحتفاظ بمتابعة تلاميذ السنة المقبلة لدراستهم التقنية بنيابة تارودانت ، وفق مساعي يعمل من اجلها الاباء والاولياء والادارة التربوية الذين افادوا بتوفر المؤسسة على كامل العدة التدبيرية والبيداغوجية والتربوية واقتراح انجاز الحصص التطبيقية للمواد التقنية بالتنسيق مع المعهد المتخصص للتكنولوجية التطبيقية بتارودانت. فإن الحل الجذري لهذه المعضلة، التي لم تقدر خطورتها بلدية تارودانت، عندما اقدمت على تحويل أرض المشروع الذي خصصت له وزارة التربية الوطنية، ميزانية محددة في موقعه الاصلي،الى موقع اخر ناءٍ يتطلب ميزانية مضاعفة فان ذلك يقتضي تحلي القطاعات التربوية و الترابية بالجرأة اللازمة، بمباشرتهم تصحيح هده الفضيحة الناتجة عن الخطأ في توطين الثانوية و هو خلل في البرمجة تتقاسم مسؤوليته من دون شك عدة جهات. و بذلك فالرأي العام المتتبع لهذه الكرة النارية التي تورطت فيها بلدية تارودانت، وتواطأت فيها جهات اخرى…. لازال ينتظر وبأمل كبير من كل المسؤولين اتخاد جميع الاجراءات وبالسرعة اللازمة، لبرمجة اغلفة مالية كفيلة بتمويل انجاز الشروط الاساسية لتحويل تلك البناية الشارذة، الى مؤسسة تعليمية،تبتدئ بفك العزلة المجالية عليها وتمكنها من الربط الخارجي بالكهرباء، الماء الصالح للشرب والواد الحار وبناء المشاغل والمختبرات وذلك لتأهيل المرافق الادارية، الداخلية، السكنيات الوظيفية و الادارية.