تعود جذور السحر إلى عصور سحيقة، إذ كشفت الدراسات الأنتربولوجية للشعوب البدائية عن وجود نمط من التفكير لدى هذه الشعوب التي عاشت معزولة عن العالم، والتي كان تفكيرها يختلف جذريا عن التفكير العقلاني والعلمي، وقد كانت هذه المجتمعات تبنى تصورها لي السحر على الإيمان بوجود قوى خفية كالأرواح والشياطين والجن والتي تعتقد أنها تؤثر بشكل قوي ومباشر على الطبيعة وعلى حياة الإنسان. وإذا كان التقدم العلمي والتقني أدى إلى تراجع دور السحر والشعوذة في حياة البشر، فإن السحر لم ينقرض من عالمنا الراهن، لكن انجذاب المجتمعات البشرية نحوه يختلف تبعا لنضجها الفكري والاجتماعي ونمط العقائد الدينية السائدة فيها في حين يلاحظ اقتصار السحر والشعوذة في المجتمعات المتقدمة على النشاطات الترفيهية والفولكورية، لا تزال بعض مجتمعات العالم الثالث مرتبطة جدا بعالم السحر والشعوذة والغيبيات. ويعد المغرب من أكثر البلدان التي ما زالت تشهد انتشارا واسعا للسحر والشعوذة وإن أخذ هذا الانتشار أشكالا متعددة، تحت مسميات شتى وذلك لكون السحر قد اصطدم منذ البداية بموقف الشريعة الإسلامية التي تحرمه تحريما قاطعا وتجرم ممارسته، وقد طور المشعودون المغاربة عدة طرق وأصناف لي السحر وندكر منها سحر الشموع والفال والكارطة والحجابات وأعمال الأذية وهي أنواع واسعة الانتشار في مدينة أولاد تايمة و يدعي المشعوذون امتلاكهم قدرة خارقة في التواصل مع الجِن لعلم الغيب وتسخيرهم لتأدية مهمّات لأغراضٍ بشرية. وكم من الأسر في مجتمعنا اليوم لا ذنب لها إلا أنها تعيش في أمان و اطمئنان فغاظ ذلك أحد الحساد وكره أن يراها في وفاق ووئام فسلط عليها بحسده مشعوذا فخرب بنيانها من القواعد، وكم من شاب عقد قرانه مكرها على فتاة معتقدا أنه يعشقها حد الجنون وفي الأخير يكتشف أن لي سحر الشموع مفعول ومن هذا المنطلق الأليم والذي يضر بسمعة المدينة ويعاكس الإرادة الربانية فإننا كغيورين على المجتمع الهواري نطالب من السلطات الأمنية في المدينة بضرورة شن حملة معلوماتية ثم بعد ذلك حملة موسعة النطاق ضد السحرة والمشعوذين رجال ونساء و الذين ينتشرون في المدينة وأطرافها وتحديدا في أحياء الشراردة والشنينات والحريشة والرطيم وعدة نقط أخرى في وسط المدينة والتي يتخذها السحرة والساحرات مكانا لاستقبال الزبائن وعرض خدماتهم على محدودي الثقافة ومعدومي الوازع الديني والسذج من الناس ممن يغلب عليهم الجهل و الذين يفدون إليهم من كل أنحاء المدينة والدواوير المجاورة لكي يتم إستغلالهم وإبتزازهم في أبشع الصور. وتجدر الإشارة إلى أن الحملات الأمنية الموجهة للحد من ظاهرة الانتشار الواسع للسحر والشعوذة والخرافة في المجتمع الهواري تنعدم بشكل تام من فكر السلطات الأمنية المحلية محدثا إستغرابا واسع والتي نتمنى صادقين أن يتم إدراجها بين سطور التدخلات الأمنية حفاظا على سلامة المواطن العقلية والمادية.