قطعت سيدة أمريكية لفترة وجيزة أول صلاة للمسلمين تقام في الكاتدرائية الوطنية، وهي أحد المعالم الكنسية البارزة في العاصمة الأمريكية، أمس الجمعة، ولكن الصلاة استمرت بخطبة عن التسامح. وتمكنت المحتجة، وهي من ولاية ميشيجان، من التسلل إلى الصلاة، التي أقيمت في ظل إجراءات أمن مشددة ومن خلال دعوات فقط، صارخة في الحضور: «اخرجوا من كنيستنا». وألقى إبراهيم رسول، سفير جنوب أفريقيا في الولاياتالمتحدة، خطبة دافع فيها عن الحرية الدينية وأدان في الوقت نفسه المتطرفين الإسلاميين بوصفهم «تهديدًا خطيرًا على العالم»، قائلًا إنهم «يغزون الأراضي ويقطعون رؤوس الصحفيين ويعدمون المدنيين ويعلنون الحرب على أي شخص مختلف معهم». ونظم رسول ومعه القس كانون جينا كامبيل، وهو من الكاتدرائية الوطنية، الصلاة، بمساعدة جمعية «كل مسلمي منطقة دالاس»، ومجلس العلاقات الأمريكية الإسلامية، والجمعية الإسلامية لأمريكا الشمالية ومجلس الشوؤن العامة الإسلامي وجماعة مسجد الأمة. ورحب كامبيل بهذا التجمع الديني، قائلا إن «الكاتدرائية الوطنية مكان للصلاة لكل الناس»، مضيفًا: «فلنفتح قلوبنا ونسعى لتعميق الرحمة لأننا نعبد نفس الإله». في السياق نفسه، قال المنظمون إنهم يأملون بأن تعزز صلاة الجمعة التفاهم بين الديانات والتسامح. وخارج الكنيسة بعد انتهاء الصلاة، قالت المحتجة الأمريكية، التي رفضت الإفصاح عن اسمها، إنها لم تُعتقل، مبررة ما قامت به: «لم أفعل ذلك لنفسي. فعلت ذلك من أجل الرب». ولم تكن المحتجة وحدها في التنديد بإقامة المسلمين صلاتهم في الكاتدرائية الوطنية، فانتقد القس فرانكلين جراهام، نجل القس الأنجيلي الأمريكي، بيل جراهام، أحد أبرز الزعماء المسيحيين في أمريكا، عبر صفحته في «فيس بوك»، الخميس، خطة استضافة صلاة الجمعة في الكاتدرائية.