انطلق موكب كرنفال بيلماون بودماون في النسخته الثالثة منه بالمستودع البلدي لمدينة إنزكان ليعبر شارع محمد الخامس متوجها صوب مدينة الدشيرة الجهادية يوم الأحد 20 أكتوبر 2014 هو استعراض ذات صبغة دولية وتبلغ المسافة التي يمر بها حوالي كيلوموترين ونصف وعدد غفير من الجماهير الذي تتبع هذه التظاهرة يقارب 300 ألف متفرج كما أنه يتزامن مع احتفال بعيد الأضحى، حاملا معه رسائل متعددة و معبرة، هذا الكرنفال الذي نظمته اللجنة الاقليمية بعمالة إنزكان أيت ملول في نسخته الثالثة لكي لا يكون عرضة للاندثار وتشجيع شباب المنطقة عن الاختراع والابتكار تبعدهم عن الأشكال الانحرافية، ويسعون للوصول به إلى العالمية . كما جذبت الأقنعة الزائرين المشاهدين إنها أعمال فنية مميزة فائقة التعبير. وإنها ببساطة جميلة: وستتمكنون من التفرقة دون عناء بين "الناضج"، رجولة مدهشة من جانب "قارع الأجراس" بلون بشرته الضارب إلى السمرة ولحيته وحاجبيه الكثيفين، و"هزل الشباب" من جانب "القافز" بعيونه ذات الملامح الأنثوية و خديه الورديين وفمه الباسم. وربما يعود تاريخ هذين المشهدين، اللذين غالباً ما يتم تشخيصهما على أنهما يمثلان نقطة التحول بين الشتاء العجوز والربيع الفتي، إلى حب الألعاب والحفلات التنكرية المتسم بأسلوب في التعبير والذي يؤدى عادة زمن من قبل الكسيميين وطبقة النبلاء، هذا الأسلوب الذي اتبعه منذ ذلك الحين المزارعون السكان الاصليون بالمنطقة حين يطالبون الله بالإغاة بالشتاء. وتختلف تسمية الاحتفال وتقاليده من منطقة لأخرى في جهة سوس ماسة درعة، فاسم "كرنفال" يطلق في أكادير وبيلماون وبوجلود بإنزكان وبولبطاين بالنواحي المجاورة لأكادير الكبير، بينما يسمى "بوجلود" في وسط مدينة إنزكان العتيقة، أما في بعض المناطق يطلق عليه تسمية "بولبطاين". وفي بعض الأحيان يتخذ الاحتفال بالكرنفال طابعا سياسيا فكاهيا لوصف ما يدور في خلد الشعب الأمازيغي. وتعتبر مدينة إنزكان الواقعة في غرب شمال القارة الأفريقية الأشهر والأقدم والأكبر في احتفالات الكرنفال بيالماون بودماون ويحتفل فيها المآت كل عام بهذه المناسبة. كما يقام المهرجان على شرف حضور أعيان المنطقة من والي وعامل ورئيس الجهة ورئساء البلديات ورئيس المجلس الإقليمي، ورئيس الكرنفال بيلماون بودماون. قد يحتفل بالكرنفال من خلال العديد بالطرق ويرتدي المواطنون الازياء الملونة. ومع ذلك لا تتوقع ان تأتي الاحتفالات إليك وأنت في مكانك بل عليك التوجه إليها. هذا بالاضافة الى الاحتفالات الموسيقية المجانية من جميع أنواعها التي تقام في الشارع العام، وأشهرها احتفالات الإفريقية والروايس ووو، وهو موكب من الطبول والغناء يقام في الشوارع ويمكن لأي شخص الانضمام اليه – كل ما عليك القيام به هو حضور الاحتفال! عليك ان تأخذ في الاعتبار ان بعض المراقبون سيطلبون منك ارتداء ملابس ملونة لذا يمكنك شراء البطاين على الفور أو يمكنك الظهور بملابس ملونة. ويعتبر احتفال " كرنفال بيلماون بودماون " أحد الأمثلة الرائعة على هذه الإحتفالات، حيث تتطلب تفرغ المدينة كاملة بحماس على مدى شهر تقريبا. ويشارك في هذه الاحتفالات 900 رجل ونعني بكلمة رجل الرجال فعلاً فقط، كما هو الحال في البلدان الأوروبية والأمريكية، وهم يشاركون بفاعلية في الأحداث. إنهم يدبكون ويقفزون ويرقصون ويهتفون بأصوات صاخبة مروعة، ويعزفون الموسيقى المتنقلة عند استعراضها في الشارع مؤثرين على من يشاهدهم بطريقة لا تنسى. ويتم توارث الشخصيات عبر العصور والتوسع في إعطائها أزياء، كأزياء كرنفال باشكال متنوعة كالشعر المستعار والأقنعة والقفازات والقبعات التي تكاد لا تدع جزءاً غير مغطى من أجساد المشاركين. يذكر أن فكرة الكرنفال قد بدأت من مئات السنين، حيث تتفرغ مدينة إنزكان لمدة أسبوع كامل لعقد الإحتفالات والاستعراضات الشعبية التي تجوب الشوارع ليل نهار من خلال الرقص والأزياء الغريبة والموسيقي، والكرنفال هو موسم احتفالات يبدأ في الغالب مع عطلة عيد الأضحى التي تسبق ما يسمى " عيد الكبير" في الديانة الإسلامية، كما أنه يعتبر تقليدا للكسيميين والمسكينيين وكانت الديانة الإسلامية قديما ترفض القيام بمثل هذه الاستعراضات. وفي يومنا هذا أصبح الكرنفال احتفالا موسميا سنويا يبدأ عادة مع يوم السبت وينتهي يوم الأحد هو الأخير