لم يستسغ سكان بأحياء تراست ومنطقة حي السلام بالجرف بمدينة إنزكان أن تقوم جهات مسؤولة بوكالة المكتب الوطني للماء والكهرباء بنهج سياسة التماطل والتلكأ في كهربة أزيد من 300 منزل مشيد وفق التصاميم التعميرية القانونية بالأحياء المذكورة، وسعي أعضاء بالمجلس البلدي للمدينة لأجل تسييس ملف كهربة منازلهم و وإدخالهم في دوامة عرقلة تزويد بيوتهم لأغراض انتاخبية، ليقدم العشرات منهم صبيحة أول أمس، الأربعاء، على تنظيم مسيرة احتجاجية عفوية صوب مقر الوكالة التجارية للمكتب الوطني للماء والكهرباء، للتنديد بالوضع الكارثي للكهربة بمنازلهم، التي ما انفكت يعانون منها منذ أن استقر بها المقام بتشييد بيوتهم دون الإستفادة من حق التوصيل الكهربائي. "هذا عيب هذا عار، ديورنا ما فيها ضو"،شعار صدحت به حناجر العشرات المواطنين من ساكنة حي السلام وتراست، ورفعوا لافتاتهم عاليا، كتب عليها""دوار الليل بغينا يدخل ليه الضو" لأجل إبلاغ من يهمهم الأمر، أن السكان المتضررين طفح بهم الكيل، ولم يعد في نفوسهم متسع للتحمل تكرار سيناريوهات التمويه والمراوغة من طرف الجهات المسؤولة، واستمرار إشكاليات التمييز في كهربة منازلهم، وانعدام الإنارة العمومية نظير ما يعرفه الشارع الرابط بين مسجد الموعظة ومسجد حي السلام. ذلك بعدما غادرت الساكنة المذكورة بيوتها، واتجهت مباشرة صوب مقر الوكالة التجارية للمكتب الوطني للماء والكهرباء، للاحتجاج في انتفاضة شعبية لسكان الأحياء المتضررة الذين يتهمون منتخبين بالمجلس البلدي بعرقلة تزويد المنازل لأغراض انتخابية، وتملص رئيس المجلس البلدي من تنفيد إلتزامته المالية اتجاه اتفاقية تزويد الأحياء المذكورة من حقها في التوصيل الكهربائي، وفق إفادات المحتجين. يأتي ذلك بعدما قأدمت ساكنة الأحياء المحتجة لمصالح المكتب الوطني للكهرباء ما يراوح 120 طلب استفادة من التوصيل الكهربائي، في حين أن إقدام مسؤولي وكالة مكتب الوطني للكهرباء بفرض ما يصل 3 ألآلف درهم للرخصة الواحدة، وألف ومائتي درهم للعداد الكهربائي للاستعمال المنزلي. زاد من تأجيج غضب السكان خصوصا وأن هذا السعر تم تطبيقه خصيصا للمنازل المشيدة ما بين احياء الجرف وتراست، فيما أحياء مجاورة نظير احياء بانزكان العتيق ومجموعة من الأحياء الشعبية بكل من مدينتي الدشيرة الجهادية وأيت ملول، مل تشهد فرض دفوعات مالية مماثلة. خروج العشرات من السكان من أحياء تراست والجرف، المتوجهين إلى الوكالة المكتب الوطني للماء والكهرباء بانزكان، محملين بصور ملك البلاد والشعارات الغاضبة، الأمر الذي دفع السلطات المحلية أمام فورة الاحتجاج إلى عقد إجتماع طارئ مع السكان المحتجين، من ممثلي السكان الأحياء المتضررة بكل من تراست والجرف بمعية ممثل المنطقة الأمنية بانزكان، ومديرة المكتب الوكالة للخدمات ورئيس قسم الوحدات التقنية ورئيس قسم الوحدة التجارية. من جهة أخرى، جاء رد رئيسة الوكالة الخدمات بالمكتب الوطني للكهرباء إنزكان، أن مشروع كهربة أحياء تراست والجرف بمدينة إنزكان يندرج في إطار اتفاقية مشروع شراكة بين المكتب الوطني للكهرباء والمجلس البلدي للمدينة لأجل انجاز 13 محول كهربائي. كما دعت ذات المسؤولة الساكنة الغاضبة أنها ستسعى إلى الإلتزام تقديم التسهيلات في أداء مبلغ المساهمة في الكهربة بالنسبة للمساكن المتواجدة داخل الشبكة، وكذا دراسة المشروع الربط منازل الساكنة بالمحول الكهربائي المحادي لمدرسة أبو هريرة بحي الجرف ودراسة إمكانية ربط بعض المساكن بتنسيق مع جمعية النجاح للتنمية بحي الجرف. بالإضافة إلى دراسة برج أوتوركي بحي تراست في حدود الإمكان تقنيا مع جمعية ذوي الحقوق في حدود استفادة الزبناء فقط. هذا إلى جانب الإسراع في انجاز الاشتراكات بالنسبة للمستفيدين في اللوائح الجاهزة المتوفرة لدى مصالح وكالة المكتب الوطني للماء والكهرباء بانزكان، وذلك عن طريق إنجاز اللوائح من طرف البلدية إنزكان ودراسة كل حالة من طرف المصالح التقنية. وعد جعل الساكنة المحتجة، تقرر توقيف تحركها، لتعود صوب مقرات سكناها، وتقرر متابعة الملف وإنهاء أولى فصول احتجاج أشعل فتيله، الشعور بخطر تسييس ملف من طرف جهات نافذة بالمجلس البلدي، بعدما امتد ليطال عشرات البيوت بمدينة انزكان، القلب التجاري النابض للتجارة بالجنوب المغربي يعاني ساكنها من أبسط ظروف الحياة، في منطقة أضحت تعرف بدوار الليل كناية بانعدام النور والأضواء.