كشفت معطيات جديدة أن الشرطي "خ.ف"، الذي أطلق النار على رفيقته، في الساعات الأولى من صباح يوم الخميس الماضي، حل متأخرا بحوالي 40 دقيقة بمقر عمله بمركز الشرطة بالباطوار بمدينة أكادير. فقد كان مقررا أن يلج الشرطي ثكنة قوات التدخل السريع، التي يعمل ضمنها حوالي الساعة الثانية عشرة ظهرا. وتذكر بعض المصادر التي أوردت الخبر، أنه استنادا إلى مصدرها، فقد دخل الشرطي الثكنة، واتجه صوب مصلحة السلاح، وهناك تسلم مسدسه الوظيفي و5 رصاصات، ثم غادر الثكنة، دون أن يمر من المصلحة المكلفة بتوزيع مهام العمل، حيث جرى البحث عنه دون أن يظهر له أثر، لكنه، استنادا إلى المصدر ذاته، عاد إلى منزل أسرته بحي العندليب بمدينة أكادير. وبعدما أثارتها عودته المسرعة إلى البيت، تضيف الجريدة، استفسرته والدته عن السبب، فأجابها أنه وقع تغيير في ساعة العمل؛ إذ أنه من المقرر أن يشتغل إلى الساعة الثانية عشرة ليلا. وبعد ذلك ومباشرة، قام الشرطي بإزالة زيه الوظيفي، وارتدى لباسا مدنيا، وغادر البيت، في اتجاه منزل خال بحي الوفاء. واستطرد المصدر أن الشرطي، البالغ من العمر 31 سنة، اتصل برفيقته، البالغة من العمر 22 سنة، فلحقت به بالمنزل بحي الفرح، كما اتصل بزميل آخر له وانهمك الثلاثة جميعهم في معاقرة الخمر. وأوضح المصدر نفسه أن الشرطي قام بضرب رفيقته بالمنزل، أمام مرأى زميله، بعدما نشبت بينهما مشادات كلامية. ومع مقدم الليل، تحرك الثلاثة على متن سيارة خفيفة إلى قصبة أكادير أوفلا، حيث ظلوا هناك لبعض الوقت، قبل أن تتحرك السيارة نحو مكان خال قرب الشريط الساحلي، حيث أطلق الشرطي، الذي شك في علاقة رفيقته مع زميله، رصاصتين على الشابة "م.ن"؛ إحداهما في العنق، فيما أصابت الأخرى أسفل الفك السفلي. أما الشرطي، فقد أطلق على نفسه رصاصتين، بعدما خرجت الثالثة فارغة. ومباشرة بعد متابعة ما وقع، تضيف المصادر، اتصل زميله الشرطي بسيارة الإسعاف وعناصر الأمن التي حلت جميع عناصرها بمكان الحادث المروع. واستنادا إلى "مصادر مطلعة"، تحقق المديرية العامة للأمن الوطني في ملابسات هذه الحادثة مع الشرطي الشاهد، كما تم فتح تحقيق آخر على مستوى ثكنة قوات التدخل السريع، لكون المسؤول لم يبلغ عن الشرطي الذي غادر العمل بدون إذن. وتخبر المصادر داتها ، أن فريقا طبيا بمستشفى ابن طفيل تمكن، بعد أربع ساعات من العمل المتواصل، من إزالة إحدى الرصاصات التي ظلت عالقة برأس الشرطي، دون أن تتسبب له في مضاعفات، لكونها لم تخترق الجمجمة، حيث ظلت حالته الصحية مستقرة. وكانت مروحية قد نقلت الشرطي إلى مراكش انطلاقا من مستشفى الحسن الثاني، الذي ما تزال الشابة المصابة تواصل علاجها به، لإزالة الرصاصتين من عنقها.