مع انطلاق النسخة التاسعة لمهرجان «تيفاوين» بتافراوت وأملن، التي عرفت بدايتها يوم أمس الجمعة الخامس عشر وستمتد إلى غاية الأحد 17 من شهر غشت الجاري، عرفت مدينة تافراوت إقبالا كبيرا من ساكنة المنطقة وضيوفها، على غرار الدورات السابقة؛ بدورة تحتفل بالمرأة القروية في برنامج أنشطتها المميز، عبر الانتصار لعاداتها وتقاليدها وإبراز مؤهلاتها في جميع المجالات الثقافية والفنية والاجتماعية. وهكذا ظل مهرجان تيفاوين، المنظم من طرف جمعية فستيفال تيفاوين وبتعاون مع بلدية تافراوت وجماعة أملن وبدعم من مجموعة من الشركاء المؤسساتيين والخواص، وفيا لتوجهه وهويته منذ بدايته؛ من خلال رفع تحدي البحث عن التناغم بين السؤال الثقافي بمثيله التنموي، في إطار المسعى العام لتعميق قيمة «الانتصار لفنون القرية»، وذلك بحضور بارز ومتميز للمرأة، وفي إطار فرجة مفتوحة على الفضاءات العمومية القروية الرحبة، بكل من الجماعة القروية لأملن وبلدية تافراوت. وتميز اليوم الأول من التظاهرة، التي ضخت دماء الحياة في منطقة تافراوت، الذي حضر افتتاحه عدة مسؤولين وفعاليات، بنشاط ثقافي صباحي مميز؛ كانت المرأة القروية في صلب اهتمامه، من خلال استفادتها من ورشة لتعليم تيفيناغ بتعاون مع جمعية أفولكي، إلى جانب لقاء مع الأستاذ إبراهيم أعراب؛ في نقاش تجاوب معه الحضور حول موضوع" تأنيث الصلاح والتصوف بمنطقة تافراوت"، كما عرفت أمسية نفس اليوم، عرض شريط وثائقي حول موسم "تيمكيدشت" للأستاذة فاطمة بن سالم؛ الذي تطرقت من خلاله لسنوات من تجربتها في البحث عن المنطقة وساكنتها، من خلال استحضار التاريخ والتطلع إلى المستقبل، وقبيل عرض الشريط، افتتح الزميل إبراهيم فاضل معرضه للصور الفوتوغرافية ،بمشاركة محمد العسري، والموازي لأيام المهرجان حول موضوع " المرأة" ومنطقة " تافراوت". وحول المعرض أوضح إبراهيم فاضل مصور "جريدة الأحداث المغربية" بأكادير، وعضو هيئة تحرير جريدة العالم الأمازيغي والمدير التقني وعضو هيئة تحرير موقع سوس بلوس، أهمية التعريف بالمرأة القروية، وتوثيق الحياة الاجتماعية لنساء القرية، من خلال صور التقطتها عدسته؛ عبر تجواله بمناطق مختلفة من الجنوب المغربي وشرقه، خاصة بمنطقة تافراوت؛ والتي تبرز بكل تلقائية جانبا من الواقع المعيشي للنساء، وخاصة منهم القرويات بهذه المناطق، والتي تشكل فيها المرأة دور الرحى في التنمية لتقمصها عدة أدوار. وحسب المنظمين، فقد تم التركيز في البرمجة الفنية التي ابتدأت، مساء امس، بمشاركة أحواش إندوزال وأسداو تافراوت وأهياض سوس؛ بفضاءات كل من ساحة البريد وساحة السوق وساحة أملن، بالتفاعل بين جماليات فنون القرية المغربية وإبداعات الموسيقى الأمازيغية العصرية، وستعرف هذه الدورة مشاركة العديد من الوجوه الفنية المشهورة وفرق فنون أحواش والمجموعات الموسيقية، من داخل المغرب وخارجه، مع الانفتاح على الفنون القروية العالمية، كما سيتم التوجه أكثر نحو تثمين البعد الاجتماعي لفستيفال تيفاوين من خلال تنظيم الدورة السابعة لمبادرة الزواج الجماعي، لتشجيع الشباب على الزواج. ويتضمن برنامج الدورة تنظيم "ميكاتامغرا MEGATAMGHRA " أو "العرس الكبير" تتويجا لمبادرة الزواج الجماعي، في تجسيد لمقومات الثقافة الأمازيغية المحلية، ودور المرأة في الحفاظ على العادات و التقاليد الأمازيغية بنقل حضور المهرجان لمجموع عادات وتقاليد العرس الأمازيغي الأصيل ومميزاته؛ عبر تذوق روعة وجمالية رقصة "أسداو" النسائية المعروفة، في احتفالات للقرب تسعى إلى إبراز غنى الموروث الفني النسائي بالمنطقة من خلال موكب استعراضي كبير يجوب شوارع مدينة تافراوت. ولم يغفل المنظمون الجانب الثقافي للدورة؛ التي يعرف برنامجها تنظيم ندوات ولقاءات مفتوحة ومعرض للفنون التشكيلية وورشات تكوينية لفائدة المرأة القروية، كما ستتخلل هذه الدورة وقفات تكريمية لعدد من الشخصيات النسوية والفعاليات الثقافية المحلية، فضلا عن إنشاء قرية تسويقية خاصة بمنتجات التعاونيات والجمعيات النسوية الفلاحية والحرفية،كما تمت برمجة أنشطة رياضية بشراكة مع جمعيات محلية، هذا بالإضافة إلى البعد الاجتماعي المتمثل في تحفيز التلاميذ المتفوقين، على مواصلة دراستهم من خلال تخصيص منح مالية تشجيعية وأنشطة أخرى متنوعة. وفي تصريح، لموقع أكادير24، اعتبر رئيس جمعية فستيفال تيفاوين، الأستاذ الحسين الإحسيني، الدورة التاسعة، دورة النضج لتيفاوين، وموعدا للتعددية وانفتاح منطقة تافراوت على محيطها الجهوي والوطني والدولي، ومنوها في حديثه بالعمل المتواصل الذي قام به أعضاء الجمعية وكافة المتدخلين على إنجاح الدورة، التي أريد لها أن تكون نتاج عمل جماعي يجمع بين الحس الجمعوي التطوعي والتضامني وبين الشروط المهنية والاحترافية المطلوبة في مثل هذه التظاهرات. في الصورة : معرض صور إبراهيم فاضل .