ما إن تبدأ خيوط شمس النهار في الرحيل، حتى يشد مجموعة من المدمنون الرحال نحو ساحة الود، و بالتحديد بأحد جنبات إحدى المقاهي (سواري)، و يشرعون في لف سجائر الحشيش و تدخين مادة "الكيف"، مما يدفع ببعض المزودين لإرتياد المكان بين الفينة و الأخرى بحثا عن زبائن. المكان الذي يلجأ إليه هؤلاء كغطاء لإدمانهم لا يبعد عن وحدة الشرطة الخامسة الموجودة بحي الداخلة سوى ببضع أمتار، الشيئ الذي يطرح علامة إستفهام حول عدم تدخل رجال البوليس لمنع مثل هذه التصرفات، في مكان عام ترتاده عائلات بمعية أبنائها. أحد الطلبة الذي إعتاد الجلوس بالمكان صرح لنا بأن غالبية الذين يحلّون بالمكان إما طلبة أو مجموعة من أبناء الأحياء المجاورة، يرتادونه رفقة خليلاتهم أو صديقاتهم و يشرعون في لف الحشيش بشكل فاضح، كأن الأمر محسوم سلفا مع رجال البوليس، هذا الفعل رده صاحب التصريح لوجود لوبيات تريد تحطيم عقول الطلبة و إبعادهم عن هدفهم الرئيسي المتمثل في التحصيل الدراسي. يذكر أن ساحة الود هي الفضاء الوحيد الذي يرتاده الطلبة من أجل التنفيس، أو لمتابعة مباريات كرة القدم بالمقاهي المتواجدة بها، و من شأن إنتشار مثل هذه المسلكيات أن تجر عدد منهم نظرا للضغط الذي يعانون منهم، جراء غلاء المصاريف و شلل النظام الدراسي في تكوينهم فكريا.