بعيدا عن الحسابات الانتخابية، وبدون خلفية سياسية ولا ايديلوجية فكرية، انطلق شباب جمعية رواحل الخير ومتعاطفوها ليلة أمس السبت 17 ديسمبر 2016 في تنزيل النسخة الثالثة من حملة دفء الشوارع، التي تعنى باقتحاح عوالم الليل على متشردي مدينة تطوان، الذين يعانون قساوة البرد على هوامش الطرقات وأبواب المساجد . واستطاعت النسخة الثالثة من حملة دفء الشوارع التي تنظمها جمعية رواحل الخير من استهداف 74 متشرد بمختلف أحياء وسط مدينة تطوان، وزودتهم بالطعام (الحريرة، البيض، بوكاديوس، الفواكه، الحليب، دانون..)، بالإضافة إلى توزيع الأغطية عليهم جميعا . لا تصوير حفاظا على كرامة المتشرّد كما هي عادته في كلّ نشاط لجمعية رواحل الخير، لابدّ من أن يلقي إبراهيم جبرون، عضو مكتب الرواحليين كلمة تربوية للمشاركين في أنشطة الجمعية يؤكد لهم من خلالها على إخلاص النية لله تعالى حيث أن أنشطة رواحل الخير العمل الانساني، مشددا في ذات الكلمة للمشاركين بعدم أخذ صور للمتشردين، حيث كلفت جمعية رواحل الخير لجنة إعلامية تقوم بعملية التوثيق بدون التركيز على الوجوه حفظا لكرامة المتشردين الذين مهما وصل بهم الحال ينبغي أن تصان أعراضهم . ضبط المشاركين والتنقيب عن المتشردين خلافا لما هو عليه من اللطافة، بدى سمير شقور، المسؤول عن النسخة الثالثة من حملة دفء الشوراع صارما لانجاح الحملة، فبعد أن وزع المشاركين على فرقتين، استمر تواصله مع كلى الطرفين لضمان سلامتهم والتدخل العاجل في حالة وقوع أي مشكلة، مع إصداره لتوجيهات متتالية حول التنقيب في أماكن مشبوهة عن المتشردين حيث سبق وقام رفقة بعض أعضاء جمعية رواحل الخير بعملية تمشيط للعديد من المناطق وسط مدينة تطوان . شوارع تطوان محتاجة إلى رواحل الخير لتدفئتها ومن جانبه، أكد نبيل التماديتي، رئيس جمعية رواحل الخير أن حملة دفء الشوارع لا تأتي في إطار استعراضي، وإنما لحاجة المتشردين الذين ليس لهم أحد إلا أبناء الشعب الذين يحسّون بمعاناتهم ويعملون على المساهمة في التخفيف منها، داعيا في ذات السياق إلى مواصلة النفس الانساني في الأيام المقبلة لتغطية جميع أحياء مدينة تطوانمن خلال تكاثف مجهودات الجميع . عفّة متشرّد.. "مخصنيشي المالطا عطبوها لشي واحد آخور" لم تخلوا الحالات التي عثر عليها شباب رواحل الخير من اكتساف بعض المأساة التي يعانون منها، حيث رفض شابٌّ متشرد استلام غطاء يقيه من البرد، مكتفيا بأخذ بعض الطعام قائلا "بركا علي غير هادشي، المالطا ما عندي فاين نعملا وغيسرقوهالي، عطيوها لشي واحد يقدر يخبعا، شكرا أخوتي" .