وسط أجواء روحانية بديعة وطقوس صوفية، أحيت المجموعة الطنجاوية " الإمام الغزالي " للموسيقى والسماع الصوفي ليلة أمس الأحد بمسرح "ميرفارد" بالعاصمة الهولندية أمستردام، حفلا إنشاديا وتراثيا، وعرف الحفل إقبالا كبيرا من لدن حضور غفير من مختلف الأجناس والأعراق، يتقدمهم عمدة أمستردام، وبعض من أفراد السفارة المغربية بهولندا، وبحضور مكثف لأفراد الجالية المغربية المقيمة بهولندا وبلجيكا وفرنسا وإسبانيا، كما لاقى الحفل نجاحا كبيرا على جميع الأصعدة، لاستجابته لتعطش الجالية المغربية والعربية عموما ، المقيمة في هولندا وباقي الديار الأوروبية لهذا النوع من العروض الفنية الصوفية، التي يتحد فيها الابداع الفني بالطابع الروحاني. وخلال هذا الحفل الإستثنائي استطاعت المجموعة إبهار الحضور، وهو ما زاد من حماس الحضورللمناسبة، حيث تم تقديم باقة من المختارات الإنشادية الممزوجة بروحية التصوف وعبق النغم الجبلي الشمالي، ونذكر من هذا اللون "البشير النذير"، "صلو على بن آمنة" و "سلطان الصوفية" وهي القطعة التي صورت مؤخرا على طريقة الفيديو كليب بنواحي جبل العلم حيث يوجد به ضريح مولاي عبد السلام بن مشيش العلمي، وحقق الكليب نجاحات هامة، بحصده نسبة عالية من المشاهدة على قناة اليتيوب. وخلال اتصال مقتضب أجرته الجريدة صباح اليوم الإثنين مع الفنان والمنشد حسن عامر أحد أفراد مجموعة الغزالي، أكد أن الحفل شكل فرصة هامة لتجديد العهد ومد عرى التواصل مع جالياتنا المغربية والعربية بأوروبا، مضيفا أن الحفل كان جميل جدا، والأروع ما فيه هو أن شريحة واسعة من الأجانب دون المسلمين، أكتشفوا من خلال هذا الحفل وللمرة الأولى هذا النمط من الانشاد الصوفي الاسلامي، الذي يتمازج فيه الديني بالفني، مشيرا أن إقامة مثل هذه الحفلات تساهم إلى حد بعيد زرع ثقافة العيش والتعايش معاً، كرسالة تربوية لإرساء السلم والسلام بين أفراد الإنسانية جمعاء، وبين مختلف الجاليات والديانات، ولتقديم الصورة الحقيقة للإسلام، الذي هو دين سلم وسلام وأمن وأمان.