منذ حدوث الواقعة المأساوية التي أدت لطحن بائع سمك بمدينة الحسيمة بشاحنة لنقل الأزبال، وأسئلة المواطنين لا تتوقف حول عدم حضور عبد الإله بنكيران، الأمين العام لحزب العدالة والتنمية ورئيس الحكومة المنتخب لجنازة شهيد لقمة العيش، المرحوم محسن فكري، ولإصداره لتوجيه لعموم أعضاء حزبه بعدم الاستجابة إلى أي الاحتجاج بخصوص هذا الموضوع لأن السلطات ستقوم باللازم في شأنه . وفي هذا السياق، وبعد مرور أربعة أيام، خرج بنكيران في حوار مع وكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) يوضح حيثيات ذلك حيث قال حسب ما نقله موقع "لكم" أن قضية المرحوم فكري منذ بدايتها صدرت بحقها توجيهات ملكية، وحينما يعطي جلالة الملك توجيهات مباشرة في إحدى القضايا، تعتبر الحكومة أن جلالة الملك قد قام بالواجب وأنه لا يوجد سبيل بعد ذلك لكي تدخل هي بشكل وبصفة مستقلة، لأن الملك قد أعطى بالفعل توجيهاته، مضيفا في تساءُل :"لمن أعطى جلالة الملك توجيهاته؟ هو أعطى توجيهاته لكل من وزير الداخلية ووزير العدل وهما عضوان بالحكومة، إذن الأمور محسومة، فالأوامر الملكية صدرت لوزير الداخلية، والأخير تعهد بأن النتائج سوف تعلن وكل من يستحق العقاب سيعاقب طبقا للقانون، وهذا الأمر على هذا النحو ليس محلا للنقاش"، حسب قوله . وشدّد بنكيران أن "الملك في المغرب هو رئيس الدولة وهو رئيس الإدارة ورئيس الحكومة، وأنا مجرد عضو في مجلسه الوزاري، ربما يصعب على البعض خارج المغرب تفهم ذلك، ولكن الملك هنا ببلادنا، بالإضافة لوضعه القانوني ومكانته الدينية، له مكانة كبيرة راسخة في عقول وقلوب الجميع وليس فقط في القوانين والدساتير، وحين يقوم بشيء أو يقول شيئا في قضية ما فهذا يعني أن هذه القضية قد حُسمت والذي يكون علينا بالحكومة هو التنفيذ فقط" . وخلافا لما يحذّر نشطاء حزب بنكيران من الاحتجاجات لكونها تدعو للفتنة، أكد أن ""الاحتجاجات جاءت في النطاق الطبيعي وليست شيئا مستغربا، وهناك تفهم لأسبابها، والحمد لله أن هذه الاحتجاجات كلها مرت حتى الآن في إطار مسؤول ومحافظ على الأمن والاستقرار"، على حدّ تعبيره . ومن جهته، اعتبر الباحث والمفكر مصطفى بوكرن أن عبد الإله بنكيران من قناعاته احترام الأعراف المخزنية" التي تحدد علاقته كرئيس الحكومة برئيس الدولة الملك محمد السادس، حيث أنه لا يركز فقط على الدستور، كما أوضح في بداية ولايته الحكومية الأولى "هناك الدستور والمنطق و العرف"، ويقصد بذلك، الدستور المكتوب والدستور غير المكتوب، وهذا الأخير يضعه بين الاعتبار في ممارسته الحكومية، ومن الأشياء التي تدخل في إطار الدستور غير المكتوب "العرف" اخذ الإذن من الملك، او انتظار الإشارة، فلا يمكن نهائيا أن يقوم بنكيران بعمل دون أخذ إذنه" . متابعاً أنه "من الأشياء التي تدخل في إطار العرف أيضا مع الملك، "الزحام" مع الملك، حيث سئل بنكيران مرة، لماذا لم تزر العائلات المنكوبة بانهيار العمارة يوم 5 غشت 2016، بمدينة الدارالبيضاء، أجاب ببساطة:" أنا مكنتزاحمش مع الملك، سيدنا صافي راه كيتكلف بالأمر". وخلُص بوكرن إلى أن "البعض يريدون إحراج بنكيران ويتساءل لماذا لم تزر الأسرة! وهذا السلوك ينم عن عدم إدراك لنظام الحكم في المغرب أو الخوف من مواجهة هذا النظام، فيختار "الحائط القصير" ليحرجه ليسجل بعض الأهداف الوهمية"، يقول المتحدّث .