قال الدّكتور محمّد المهدي البكدوري الإختصاصي في طب الأنف والأذن والحنجرة أن مرض الزوائد الأنفية ماهو إلا عبارة عن تضخم أنسجة لمفاوية تكون طبيعية عند جميع الأطفال في الطابق الأعلى للحلق وراء الفتحتين الخلفيتين للمنخارين وليس كما يروّج بعض النّاس . وأضاف الدكتور أنه يمكن تشخيص المرض ب "التصوير بأشعة إكس" مما يمكن من التأكد من وجود الزوائد وحجم تضخمها ومجرى الهواء المتبقي، أو بواسطة الفحص بمنظار الأنف الذي يمكّن من معاينة الزوائد مباشرة بعد تخدير محلي للطفل. وحذّر البكدوري من إهمال هذا النّوع من المرض وعدم علاجه لأنه يؤثر على الأذن بشكل كبير، ف "عندما تتضخم الزوائد تقوم بإغلاق قناة أوستاكيوسTROMPE D'EUSTACHE التي تربط الأذن الوسطى بالطابق العلوي للحلق، فتقل تهوية الأذن، ويتعذر تصريف إفرازات الأذن الوسطى نحو الحلق، فتتراكم بها مسببة الآلام المتكررة بالأذن ونقص السمع الذي يؤدي بدوره إلى تأخر النطق عند الطفل الصغير، أوتأخر المردود الدراسي عند الطفل في سن التمدرس"، كما أن "هذه الإفرازات يمكن أن تتقيح مسببة التهابات الأذن الحادة والمتكررة والتي قد تصبح التهابا نزمنا مسببا ثقبا دائما بطبلة الأذن"، كما أنها يمكن أن تسبّب في الاختناق، وإجهاد القلب، والتبول اللاإرادي، ونقص النمو . ونفى المتحدّث أن يكون أن استئصال الزوائد يسبب الإصابة بمرض الضيقة أو الربو، مضيفاً أن الكثير من الأطفال المصابين بالربو يعرفون شفاءً وتحسنا في حالتهم بعد استئصال الزوائد واللوزتين، بفضل إزالة بؤرة تعفنية تساعد على تكرار نوبات الضيقة . وأكد البكدوري أنه لا علاج لزوائد الانف إلاّ بالجراحة، كما أنه ليست هناك سن ملائمة لذلك، بل أن استئصال الزوائد هو عملية تكتسي طابعا استعجاليا قبل ظهور المضاعفات، ولو كانت سن الطفل تقل عن سنة (على عكس ما يروج)، وهي عملية جراحية يسيرة بالنسبة للطبيب الاختصاصي، لا تتعدى مدتها دئائق معدودة، يغادر الطفل المستشفى أو المصحة بعدها بساعات قليلة، وتجرى تحت تخدير كلي للطفل، مشيراً أن " فترة النقاهة لا تتجاوز أسبوعا، ولا ينتج عن استئصال الزوائد أي تأثير على المناعة كما يشاع" بل أنه "بعد إجراء العملية نلاحظ تغييرات إيجابية كزيادة الوزن والقامة، وتحسن حاسة السمع، واسترجاع التنفس الطبيعي واختفاء إفرازات الأنف إلخ" .