بإلاعلان الخميس عن مقتل العقيد معمر القذافي الديكتاتور الليبي السابق يكون (البوليساريو) قد فقد أحد أهم الداعمين والممولين الذي لم يبخل يوما ما بتوفير الوسائل الضرورية لدعم الانفصاليين ماديا وعسكريا ولوجيستيا. وفي محاولة منه لمضايقة المغرب من خلال تقديم هذا الدعم السخي للانفصاليين بمباركة النظام الجزائري الذي سانده حتى أخر لحظات حياته , أراد القذافي أن يحوز إلى جانبه التوازن الجيواستراتيجي ويرهن قارة كانت تقوم لتوها وتضمد جراحها الناتجة عن الرغبات الانفصالية . وسيحفظ التاريخ الافريقي أيضا الخرجات الاعلامية للعقيد , الداعية إلى ما يسمى تقرير المصير والاستفتاء في الصحراء الذي رفضته الاممالمتحدة والمجتمع الدولي منذ مدة طويلة كحل غير واقعي ولا يمكن تحقيقه. لقد استفاد القذافي على كل حال من هذا الدعم المقدم لحركة وهمية في أيامه العصيبة , حيث قام مئات من مرتزقة (البوليساريو) بتقديم يد العون للقوات الموالية للقذافي منذ بداية الثورة. وقد تم الكشف من قبل المجلس الوطني الانتقالي الليبي عن هذا التوطؤ القذافي-البوليساريو بكل وضوح ورددته العديد من وسائل الاعلام على الصعيد العالمي. وجاء إعلان مقتل القذافي أيضا كنصر مدو للشعب الليبي وكذا لاغلبية الدول الديموقراطية التي رأت نهاية نظام ومن خلال تصرفاته كان يزرع الفتنة باسم الثورة ولا تعوزه الامكانيات في ذلك لدعم ما يسمى حركات التحرير خاصة في إفريقيا. فمن اعتداء لوكربي إلى المحاولات التي ساهمت في تقسيم السودان مرورا بالانقالابات والتمردات في أمريكا اللاتينية وأوروبا (منظمة "إيرا"الايرلندية وإيتا) وإفريقيا , كلها جعلت من القذافي وبالاجماع زارع الفتن في عهده.وساهمت تقلبات القذافي التي كان يتقنها , في جعله يحتل مقدمة صفوف زعماء الدول المعروفين بتصرفاتهم الأكثر عجائبية .كما أن خرجاته الاعلامية ضد الغرب "الشيطاني" والعرب "الاوغاد" أو حتى مواطنيه الذي وصفهم بالجرذان ستبقى في سجلات تاريخ الشغب الليبي الذي يتذوق اليوم بدء القطيعة مع العهد الديكتاتوري ل"القائد العظيم".