يوما بعد يوما يتأكد أن مقاربة المغرب في مكافحة الإرهاب أصبحت محط اهتمام عالمي، فقد نشرت المجلة الأمريكية المرموقة "فوربس" مقالا يوم الأربعاء الماضي تحت عنوان "اللحظة المغربية في مكافحة الإرهاب" لإيلان برمان، الصحفي المختص في تغطية شؤون السياسة الخارجية وقضايا الأمن ونائب مدير المجلس الأمريكي للسياسة الخارجية"the americain foreign policy council". HeadshotFINAL إيلان بيرمان، المختص في شؤون السياسة الخارجية وشؤون الأمن المقال المنشور على الموقع الإلكتروني للمجلة يتطرق بالتفصيل للاستراتيجية المغربية لمكافحة كل أشكال التطرف والإرهاب والنجاحات التي حققتها مؤخرا. وأبرز الكاتب الأمريكي أن المغرب بات من بين حلفاء الولاياتالمتحدةالأمريكية الذين لا يمكن الاستغناء عنهم في مكافحة الإرهاب بفضل الرؤية والمقاربة الواضحة والقوية والمبنية على شرعية دينية لمكافحة الإرهاب والتطرف الإسلامي . وأوضح برمان أن الملك محمد السادس بدوره أضحى من بين القادة الكبار المؤثرين في الشرق الأوسط الذين يتوفرون على مصداقية كبيرة في العالم الإسلامي. وأكد كاتب المقال أيضا أن المراجعة الكاملة لمدونة الأسرة مكنت المملكة من إعلاء مكانة المرأة ووضعيتها في المجتمع، كما أبرز الدور الذي لعبته الرابطة المحمدية للعلماء في ترسيخ إسلام معتدل. والنتيجة يقول صاحب المقال "رسم معالم هوية دينية معتدلة للمغاربة عبر مقاربة مبنية على القطع مع كل التأويلات المتشددة للقرآن الكريم" ولم يغفل الكاتب الأمريكي ما قام به المرشدون الدينيين والمرشدات الدينيات في هذا الصدد. وأبرز الكاتب الأمريكي كذلك أن المغرب يحاول في كل حين مساعدة الدول الأفريقية ، حيث طلبت 8 دول في شمال وغرب أفريقيا رسميا مساعدة المغرب لتكوين أئمتها في المؤسسات الدينية المغربية. وعلى رأس هذه الدول تأتي دولة مالي التي يوجد 500 من أئمتها في المغرب لتلقي تكوين ديني على الطريقة المغربية ،في إطار اتفاقية تعاون تم التوقيع عليها بالرباط في سنة 2013 بين المغرب ومالي كما أن نيجيريا سبق لها ان طلبت مساعدة من المغرب لمحاربة والتصدي لتنظيم بوكو حرام . وعرج برمان على ما قال "اتصالات" أقيمت مؤخرا بين المغرب ومصر حول القضايا الدينية بسبب الرغبة القوية لعبد الفتاح السيسي لوضع حد للتأثير الكبير الذي تشكله القوى الدينية خصوصا الحركات الإخوانية التي يفترض أنها على علاقة بالحركات المتشددة. وأكد الخبير الأمريكي أن الدول الأوربية بدورها أصبحت لديها رغبة في التعاون مع المغرب في مكافحة الإرهاب مبرزا ان فرنسا سارعت إلى وضع حد للأزمة الدبلوماسية للاستفادة من الخبرة المغربية في هذا المجال خصوصا بعد الهجمات الأخيرة التي تعرضت لها فرنسا على إثر الهجوم على مجلة شارلي إيبدو. وختم صاحب المقال بالتأكيد على أن صعود نفوذ تنظيم "داعش" في العراق وسوريا سيدفع بلا شك واشنطن إلى تقوية التعاون مع حلفائها ومن بينهم المغرب للتصدي لهذا التنظيم.