يشهد الإقبال على المغرب في موضوع تكوين الأئمة تزايدا كبيرا، خاصة بعد أن تأكد للجميع صواب الرؤية المغربية ومصداقيتها وجدّيتها على صعيد مواجهة التطرف والإرهاب. فبعد دول إفريقية عديدة، كمالي، ونيجيريا، والغابون، وتونس، وليبيا، وجزر المالديف والشيشان، وغيرها من الدول، لم تجد فرنسا بدّا من سلوك هذا النهج، ولم تتردد في طلب مساعدة المغرب من أجل تكوين أئمتها حسب تعاليم الدين الإسلامي الصحيحة. في هذا الصدد، أوضحت قناة "تي في 5" الفرنكفونية، أن خمسين إماما فرنسيا سيتم إرسالهم إلى المغرب ابتداءً من شهر يناير 2015 للاستفادة من تكوين في العلوم القرآنية، والسيرة النبوية، وعلم الفلك، والاتصال والمعلوميات. وعلى غرار الأئمة الآخرين من الدول الشقيقة والصديقة الذين يتابعون تكوينهم في الرباط، فإن نظراءهم من الأئمة الفرنسيين، سيخضعون لتكوين على الطريقة المغربية التي تقوم على الاعتدال والوسطية، وذلك حتى يتمكنوا من مزاولة مهمة الإمامة في بلدهم بالشكل الذي يمكّنهم من مواجهة الأفكار المتطرفة والمذاهب التكفيرية الشرقية التي تسيء للإسلام. ويأتي طلب باريس في وقت تواجه فيه فرنسا موجة تطرف خطيرة على الأخص في صفوف شبابها المسلم الذين باتوا بمثابة الأرضية الخصبة التي ينشر فيها المتطرفون أفكارهم، ويحصلون منها على ما يريدون من مقاتلين مستعدين للموت من أجل أشياء لا يفهمونها وقضايا لا يعرفونها جيدا.