صوّب قنّاص من الجيش الجزائري رشّاشه على رؤوس مواطنين مغاربة كانوا يشتغلون في أرضهم ، فأصابت "نيران صديقة" رأس مغربي كادت أن تهشّمه لولا الألطاف الإلهية . وقد شاهد العالم كله الضحية وهو ما زال في المستشفى بين الحياة والموت. لكن الجزائر ترد بكل حماقة بأن هذه "رواية مغلوطة ". وما علينا، والحالة هذه، إلاّ أن نصدّق بأن الرجل سقط من السماء مضرجا بدمائه، وأن كل الناس حمقى، بمن فيهم عائلة الضحية، إلا النظام الجزائري فهو لا ينطق عن الهوى. من النماذج الصارخة ل"عقلانية " النظام في الجزائر، أنه عوض أن يقدّم التوضيحات الضرورية لهذا العمل الأخرق، ذهب إلى استدعاء القائم بأعمال سفارة المغرب لديه ليطلب توضيحات ( في ماذا وحول ماذا؟) وكأنّ "نيران" المملكة هشّمت جمجمة مواطن جزائري. "بالمقلوب آمولاي يعقوب" . منذ أن شرع المغرب في تحصين حدوده وتجهيزها بما يلزم من عتاد ومعدّات لمواجهة الشّرّ القادم من الشرق ، كان يلبس لبوس "داعش" أو يمتطي فيروس "إيبولا"، سارع النظام في الجزائر إلى اتّهام المملكة بالتحرّش بها وتهديد أمنها (أين هو ؟) ووحدة ترابها القائمة على ضمّ أراضي الغير، في حين أن الجزائر حفرت الخنادق ، وأقامت الرادارات والكاميرات (ذاك شغلها) وأحاطت حدودها بأسلاك شائكة تلتقط الأرواح من بعيد ، بعد قرارها "الرشيد" بإغلاق الحدود ."بالمقلوب آمولاي يعقوب " . مباشرة بعد إعلان ترشّح المغرب لاستضافة نهائيات كاس إفريقيا ، أطلق نفس النظام العنان لأبواقه بعد أن مدّهم بشتّى أنواع المغالطات التي تصب كلها في اتجاه التقليل من أهمية احتضان المملكة لهذه النهائيات ، والطعن فيها باختلاق ترّهات ما أنزل الله بها من سلطان ، ازدادت حماقة بعد تقديم الرباط طلب (طلب نعم ) تأجيل "الكان" بسبب فيروس"إيبولا " الفتّاك .وراحت تزعم أن المغرب يخشى من أن يخطف الكأس من قلب الرباط ، وأن "المخزن" يخطط من أجل ألاّ يفوز المنتخب الجزائري بالكأس الإفريقية ، و.. و... بينما كان من المفروض أن تنتهز الجزائر الفرصة وتقدّم نفسها بديلا لتنظيم "الكان" هي التي تتبجّح بأنها تتوفر على كافة التجهيزات والبنيات التي تسمح لها بذلك .لكنها لم تستطع وتذرّعت بفيروس "إيبولا" القاتل . هكذا أرادت الجزائر النجاة بجلدها ، وليمت المغاربة وضيوفهم بالفيروس الفتاك . "بالمقلوب آمولاي يعقوب" . ولما سقط في أيديها بدأ ذلك النظام يروّج لإشاعة أخرى أن المغرب تراجع ، تحت ضغط الكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم وعقوباتها ، عن طلب التأجيل ، وأرفقت الشائعة بشروط الجزائريين للقدوم إلى المغرب للمشاركة في النهائيات الإفريقية ، ومن بينها الحصول على فتوى من وزيرهم في الصحة تسمح لهم بالمشاركة ، مع إضافة شرط آخر يتعلق بضمان سلامة المشجعين الجزائريين الذين سيتدفقون على المغرب بهذه المناسبة . هكذا هو النظام بالجزائر .مريض في بنيته التي ينخرها صراع قاتل حول السلطة. مريض في أعضائه التي تعاني من سقم دائم مزمن. يعاني من انفصامات وترسّبات وتخيلات وكوابيس اختلقها بنفسه لنفسه، ويرمي بكل هذياناته وهلوساته وتوهماته على شقيق اسمه المغرب بعد أن رمى عليه مشكل الصحراء المفتعل لغايات في أجندته من أجل إنشاء كيان في خاصرة المملكة ليكون بمثابة المشكل الدائم لها تحت الشعار الباطل "حق تقرير المصير " الذي لا تؤمن به الجزائر نفسها ولو في حدوده الدنيا المتمثّل في الحكم الذاتي الذي ترفضه للمزابيين والشاوية والقبايل والطوارق ، بل لا تريد أن تسمع به حتى في محادثات أطراف أزمة في مالي التي تشرف عليها ، وتعمل على دفع هذه الأطراف نحو تقرير المصير لتفتيت وحدة مالي . "بالمقلوب آمولاي يعقوب " .