لا حديث في مدينة الخميسات ووسط مناضلي اليسار اليوم سوى الكلام عن أحمد الهايج، رئيس الجمعية المغربية لحقوق الإنسان والمناضل في الحزب "الجمهوري" النهج الديمقراطي، الذي يحارب الفساد والزبونية والمحسوبية، ويحمي الحق في الحياة والعمل، وهلم كلاما كبيرا. هذا المناضل الحقوقي والجمهوري تدخل لفائدة أخته بديعة الهايج لتغير مكان عملها. طبعا من حق أي موظف أن ينتقل إلى مكان آخر لكن وفق شروط إدارية معروفة. والجمعية المغربية لحقوق الإنسان و"الأربعين" جمعية التي ينتمي لها الهايج، ترفض الزبونية والمحسوبية. لكن الهايج وضدا على ما يردد من مبادئ استغل موقعه كرئيس للجمعية المغربية لحقوق الإنسان وقام بتنقيل أخته بديعة الهايج، الموظفة الدرجة الثالثة بجماعة سبت مغشوش إلى مدينة الخميسات، وهو انتقال لا يحلم به حتى الموظفون الذين قضوا سنوات طويلة، لأنه يعتبر من باب الانتقال من جهنم إلى الجنة، لكن أخت الرئيس المناضل الثوري الجمهوري انتقلت بسرعة البرق متقدمة على موظفين قضوا نصف حياتهم في الوظيفة العمومية ولم يتمكنوا من تحقيق هذا الغرض. من حق أي كان أن يكون مناضلا وبالطريقة التي يريد، حتى وإن اختلفنا على النضال من خارج الطرق القانونية والشرعية السياسية للدولة، لكن المناضل "خاص يكون قد فمو قد دراعو"، "لا يصلي مع علي ويأكل مع معاوية" كما يقال. فكيف يُعقل أن يدعي مناضل أنه ضد هذا النظام ككل ويستفيد من تدخلات مسؤولين يدخلون في عمق النظام والدولة وخصوصا مسؤولي الداخلية الذين تنعتهم الجمعية والحزب بأبشع النعوت؟