استقبلت حركة التوحيد والإصلاح الإخواني الكويتي طارق السويدان. وقدمته على انه مفكر إسلامي. لقد تابعنا الرجل منذ مدة ولم نعثر له على فكرة جديدة لم يأت بها غيره، ولم نعثر له على مفهوم اجترحه لنفسه، ولا هو طور أفكارا موجودة. فلقب المفكر إذن هو محاولة لصباغة رجل يسرد كثيرا من محفوظات البرمجة اللغوية العصبية. وأول من طرح أسلوب البرمجة اللغوية العصبية كان ريتشارد باندلر وجون غريندر عام 1973 كمجموعة نماذج ومباديء لوصف العلاقة بين العقل واللغة (سواء كانت لغة حرفية أو غير حرفية (جسدية) وكيف يجب تنظيم العلاقة بينهما للتأثير على عقل الشخص وجسده وتفكيره. ولا يتقن طارق السويدان غير ذلك. وبامتلاكه لهذه المهارة يمكن اعتباره اليوم آخر الإخوان الذين يمكنوا أن يقنعوا الناس بخطاب الجماعة. ذات يوم شاهد المتتبعون لقناة الرسالة، قبل أن تطرده من صفوفها، طارق السويدان يلقي "درسا" في هذا الموضوع، وأمامه يجلس المقرئ الإدريسي أبو زيد، القيادي في حزب العدالة والتنمية، ويدون في مذكرة وكأنه في قسم للدراسة. غير أن كل ما قاله السويدان متوفر بشكل كبير في مراجعه الأصلية. السوديان حل ضيفا على التوحيد والإصلاح، التي تتفادى ربطها بالتنظيم الدولي للإخوان المسلمين، وحاضر في مقرها المركزي، والتقى منفردا برئيسها، وذلك قبيل عقد مؤتمر الحركة، التي تسترشد دائما بتوجيهات المشارقة إذ حضر الصويان انتخاب هياكلها القيادية. وحاورت الحركة السويدان. تحدث عن الإخوان المسلمين الذين سيعودون حتما. وتحدث عن نهاية حكم العسكر حسب قوله. لكن المهم في كل حديثه، هو دعوة شباب العدالة والتنمية إلى تأسيس أكاديمية لتخريج القادة. فطارق السويدان هو صاحب أكاديمية تخريج القادة. ويأتي الجزء الكبير من تمويلها من "الشيخ" أردوغان زعيم العدالة والتنمية التركي. بمعنى أن الأكاديمية الإخوانية بالمغرب سيكون لها شراكات مع الأكاديمية الأم، بل ستكون تحت إشرافها، خصوصا وأننا شاهدنا قياديا في الحزب يسجل النقط التي يقولها السويدان كتلميذ. إذا كان المقرئ يعتبر لدى الإخوان في الحركة والحزب مفكرا إسلاميا، ويشرفون على موقع بهذا الإسلام، يجلس أمام السويدان كتلميذ في التحضيري، وهذا دون مبالغة، فما بالك بمن هم دون ذلك. سيدخلون مرحلة "روض الأطفال" قبل أن يتحولوا إلى القسم الأول. بالنتيجة ستكون أكاديمية شباب العدالة والتنمية تحت إشراف السويدان. هذا الأخير إخواني حتى النخاع. وهو من قادة التنظيم الدولي. وتم طرده من الرسالة لأنه استغل برنامجه للدفاع عنهم. الأكاديمية ليست مؤسسة ذات برامج علمية. ولكنها طريقة جديدة للغزو الإخواني، بعد أن تأكد أن الجماعة كما هي عليه قد انتهت. وبالتالي ستكون الأكاديميات جيلا جديدا من الغزو الإخواني للبلدان التي سقط فيها هذا المشروع أو في طريقه للسقوط. ادريس عدار