من مضحكات الانتخابات الجزائرية ما قاله عبد المالك سلال، مدير حملة بوتفليقة مرشح الرئاسة لولاية رابعة، حيث أشار إلى أن مجرد وقوف عبد العزيز بوتفليقة لتحية جون كيري، وزير خارجية أمريكا، يعتبر إنجازا في حد ذاته. وذلك لأن المرشح الرئاسي لم يظهر له أثر منذ الحملة الانتخابية، حيث كان سلال يقود الحملة ويخاطب الجزائريين قائلا: إن بوتفليقة سيفعل كذا وكذا. وظهر الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة واقفا، خلال استقباله وزير الخارجية الأمريكي جون كيري، وذلك وسط جدل تشهده البلاد بعد رفض المعارضة لترشحه لولاية رابعة بسبب "وضعه الصحي". وجاء هذا الظهور من بوتفليقة وسط جدل تشهده البلاد بشأن ترشحه لولاية رابعة رغم وضعه الصحي الذي تصفه المعارضة ب"الصعب"، ففي الوقت الذي ترى المعارضة أنه غير قادر على الحكم يؤكد مؤيدوه أن حالته الصحية في تحسن مستمر، وهو أمر مضحك. وكان بوتفليقة أشار في رسالة للجزائريين منذ أيام إلى أن وضعه الصحي لن يعيقه عن حكم البلاد لولاية أخرى بالقول، إن "الصعوبات الناجمة عن حالة صحتي البدنية الراهنة لم تثنكم على ما يبدو عن الإصرار على تطويقي بثقتكم وأراكم أبيتم إعفائي من أعباء تلك المسؤوليات الجلى التي قوضت ما قوضت من قدراتي". وتابع: "وأمعنتم في إلحاحكم على أن أبذل بقية ما تبقى لدي من قوة في استكمال إنجاز البرنامج الذي انتخبتموني من أجله المرة تلو المرة". وأضاف: "وإنه لمن واجبي، من منطلق احترامي الدائم للشعب الجزائري الذي شرفني وحباني بخدمته طيلة ثلاث عهدات، أن ألبي النداء، وهذا من حيث أنني لم أتملص قط، طوال حياتي، من أي واجب من واجبات خدمة وطني". الرئيس بوتفليقة المنتهية ولايته لم يعقد أي مجلس للوزراء ولم يعد يمثل الجزائرَ في المحافل الدولية، ولم يعد يقدر على استقبال الوفود الأجنبية إلا نادرا نتيجة مرضه المزمن، وهذا ما تؤكده عدة تقارير وتتناقله وسائل الإعلام الجزائرية ذاتها، فعبد العزيز بوتفليقة لم يعد مؤهلا بممارسة مهام رئيس جمهورية، الأمر الذي دفع المعارضة الجزائرية أن تثير مصداقية الشهادة الطبية التي تضمنها ملف الترشح لبوتفليقة لكونه لم يستطع مخاطبة شعبه منذ مدة طويلة. فمن دفع بوتفليقة للترشح وهو مريض؟ لماذا لم يلتزم المجلس الدستوري بمقتضيات الدستور ويرفض ترشيح بوتفليقة؟ هل ترشحه قرار إرادي أم مفروض عليه؟ ولماذا لم ينسحب بوتفليقة بشرف من انتخابات يعرف هو جيدا أنه غير مؤهل لخوضها؟ الكل يرى أن بوتفليقة ترشح غصبا عنه وذلك بدفع من جنيرالات الأمن العسكري الجزائري. وفي السياق ذاته قال الباحث السياسي والمعارض الجزائري سالم جبار "إن عقد الجزائر تجاه المغرب هي التي دفعت النظام الجزائري للدفع بمرشح إلى السلطة وهو في حالة غيبوبة". وكان على الجزائر أن تنافس المغرب في الدستور الحداثي الذي يحدد الاختصاصات بدقة ويعطي قيمة للسلطة التشريعية وفصل السلط، كما كان عليها أن تنافس المغرب في تطوير منظومة حقوق الإنسان. لكن حكام قصر المرادية ليس لهم من هم سوى معاداة المغرب والتآمر ضده وصرف الأموال الطائلة من أجل ذلك.