أصبحت رائحة الكلاسيكو تفوح من بعيد لتنذر بمباراة "قمة القمم" التي قد تجمع بين قطبي كرة القدم الإسبانية ريال مدريد وبرشلونة في نهائي بطولة كأس الملك. فقد أنجز الغريمان مهمة نصف النهائي بنجاح في مرحلة الذهاب، وتبقى الحسم في الإياب خارج ملعبيهما امام الخصمين العنيدين أتلتيكو مدريد وريال سوسييداد. شهدت مباراة الذهاب الأولى دربي العاصمة الإسبانية، وفيه قطع ريال مدريد أكثر من نصف الطريق نحو بلوغ المباراة النهائية بعد فوزه الكبير اليوم على ضيفه وجاره اللدود أتلتيكو مدريد بثلاثية نظيفة على ملعب سانتياجو برنابيو. وانتقم الريال من حامل اللقب، وإن كان بشكل مؤقت، بعد أن خسر أمامه نهائي النسخة الماضية من البطولة، وكذلك في النصف الأول من الليجا أيضا هذا الموسم على نفس الملعب. ويكفي الفريق الملكي التعادل أو الخسارة بفارق هدفين في مباراة الإياب على ملعب فيسنتي كالديرون الأسبوع المقبل ليتأهل للنهائي، في انتظار الفائز من مواجهة برشلونة وريال سوسييداد. ولم يظهر النجم البرتغالي كريستيانو رونالدو في أفضل أحواله المباراة، وبدا حاضرا غائبا في يوم عيد ميلاده ال29 ، ربما لتأثره بعقوبة إيقافه ثلاث مباريات في الليجا. كان الريال صاحب الأفضلية في الشوط الأول من حيث النتيجة والاستحواذ والفرص، فخرج متفوقا بهدف المدافع البرتغالي بيبي، ورجح كفته امام أتلتيكو، وسط اجواء متوترة ومشحونة، وتدخلات عنيفة بين اللاعبين كما كان متوقعا، وخاصة بين دييجو كوستا والثنائي بيبي وألبارو أربيلوا. جاء الهدف (ق17) ليترجم الضغط الهجومي للميرينجي، حيث تسلم بيبي المنطلق من الخلف تمريرة من الأرجنتيني أنخل دي ماريا ليسدد كرة قوية اصطدمت بالظهير الأرجنتيني إيمليانو إنسوا لتغير مسارها نحو شباك الحارس البلجيكي تيبو كورتوا. ونجح الحارس إيكر كاسياس في تشتيت فرصة خطيرة عبر المدافع البرازيلي جواو ميراندا (ق21). ورد كورتوا على كاسياس بإنقاذ مرماه من هجمة مزدوجة بعد تصويبتين قويتين من خيسي رودريجز والكرواتي لوكا مودريتش (ق31). وبين الشوطين أجرى المدرب الأرجنتيني دييجو سيميوني تغييرا بخروج لاعب الوسط البرازيلي دييجو ريباس ودفع بالأوروجوائي كريستيان رودريجز. وواصل الريال ضغطه الهجومي في الشوط الثاني، فيما بدا أتلتيكو مشتت التركيز، مما جعل الفرصة سانحة لأصحاب الملعب لمضاعفة النتيجة. وبالفعل نجح الميرينجي في تسجيل هدفه الثاني عبر نجمه الصاعد خيسي رودريجز الذي تلقى تمريرة سحرية من دي ماريا ضربت دفاع "لوس كولتشونيروس" فيما انطلق خيسي ببراعة داخل المنطقة ليسدد كرة أرضية خدعت كورتوا وتسربت الى شباكه (ق57). وتواصلت المشاحنات بين بيبي ودييجو كوستا التي كلفت كلاهما بطاقة صفراء. وكاد بيبي يسجل هدفه الشخصي الثاني والثالث للريال (ق70) من متابعة لركنية دي ماريا، لكن تسديدته جاورت القائم بقليل. وكان نزول موراتا بمثابة فأل خير على فريقه، إذ كانت لمسته الأولى شريكة في الهدف الثالث (ق73) من تصويبة أرضية للمتألق دي ماريا من مسافة بعيدة لتصطدم بميراندا وتغير طريقها نحو شباك كورتوا، في نسخة مكررة من الهدف الأول. وبالانتقال الى العاصمة الكتالونية، فقد قطع فريق برشلونة نصف المشوار أيضا للتأهل للمباراة الختامية بعد فوزه في وقت لاحق على ضيفه ريال سوسييداد بهدفين دون رد في ذهاب دور الأربعة. ووضع البلاوجرانا قدما في النهائي، إذ يكفيه التعادل أو الخسارة بهدف في الإياب على ملعب أنويتا الأسبوع المقبل ليضمن التأهل للنهائي. أنهى البرسا الشوط الأول متفوقا بهدف واحد رغم أنه كان قادرا على الخروج بحصيلة أكبر لولا الرعونة في إنهاء الهجمات وغياب الحظ، فيما أظهر سوسييداد خطورة كبيرة في الهجمات المرتدة وكاد يسجل في أكثر من محاولة. جاء الهدف في نهاية الشوط عبر لاعب الارتكاز سرجيو بوسكيتس بعد تلقيه تمريرة طائشة من بدرو رودريجز تجاوزت جيرارد بيكيه وسط غابة من السيقان ليتابعها بوسكيتس بيسراه في شباك الحارس إنياوت زوبيكاراي. وفي خضم أفراح الفريق الكتالوني بالهدف فوجيء الجميع بحصول مدافع الفريق الباسكي إنييجو مارتينيز على بطاقة حمراء، ربما لتوجيهه السباب للحكم. كان النجم الأرجنتيني ليونيل ميسي قد أضاع فرصة محققة أمام المرمى بعد تألق الحارس (ق25) ومنعه القائم من هدف مؤكد اثر تنفيذ مخالفة مباشرة (ق39)، وقبلها أهدر التشيلي أليكسيس سانشيز فرصة سهلة أمام المرمى (ق13). وسنحت لريال سوسييداد فرصتين خطيرتين، أولهما بعد ثلاث دقائق فقط من البداية من تصويبة قوية للفرنسي أنطوان جريزمان شتتها الحارس خوسيه بينتو، وعاد الحارس نفسه ليجهض هجمة خطيرة للمكسيكي كارلوس فيلا (ق43). في الشوط الثاني هدأ إيقاع اللقاء نسبيا رغم النقص العددي في صفوف سوسييداد، حيث استبسل في الدفاع وحماية عرينه أمام سيل هجمات أبناء كامب نو. وبطريقة كوميدية نجح البرسا في إضافة الهدف الثاني، فبعد أن رد القائم تسديدة أليكسيس (ق60) أخطأ اللاعب جوركا إلوستوندو في التسديد في جسد حارسه زوبيكاراي لتعانق الكرة الشباك بنيران صديقة. سنحت بعد ذلك بعض الفرص عبر بدرو وميسي وتشافي لكن الحارس الباسكي وقف بالمرصاد، وأبقى على نتيجة التأخر بهدفين