ما أن أطلق الحكم الإيراني أليريزا فاغاني صافرة نهاية مباراة الرجاء الرياضي البيضاوي (بطل المغرب وممثل البلد المضيف) وإف سي مونتيري المكسيكي (بطل الكونكاكاف - أمريكا الشمالية والوسطى والكاريبي)، التي أقيمت مساء أمس السبت على أرضية الملعب الكبير بأكادير برسم دور ربع نهاية كأس العالم للأندية (المغرب 2013)، حتى خرجت ساكنة مدينة أكادير مهللة ومحتفية بهذا التأهل التاريخي المتمثل في فوز وتأهل الفريق المغربي إلى المربع الذهبي. فمباشرة بعد انتهاء اللقاء، خرج المواطنون بالآلاف شيبا وشبابا رجالا ونساء للتعبير عن فرحتهم العارمة بهذا الإنجاز غير المسبوق حاملين الأعلام الوطنية وشعارات فريق الرجاء "النسر الأخضر" ومرددين أهازيج تمجد لهذا الفوز الكبير والمستحق.كما أطلق سائقوا السيارات العنان لمنبهات سياراتهم التي جابت مختلف شوارع "عاصمة سوس". ومن المنتظر أن تعيش مدينة أكادير، ليلة بيضاء واستثنائية على إيقاع احتفالات أنصار الرجاء الذين انصهروا مع ساكنة المدينة في تماوج بديع، انطلاقا من الحي المحمدي، القريب من ملعب المباراة، مرورا بشارع محمد الخامس والمنطقة السياحية وكورنيش المدينة مرددين شعارات من قبيل "آلو آلو آلوالدة" و"ديما ديما رجا" و"آلي جوي رجا" وغيرها من الأناشيد التي تتغنى بماضي ومستقبل "الخضر" في جو احتفالي. وكان فريق "النسور الخضر" بحق في مستوى التطلعات المعقودة عليه من طرف جمهوره العريض وشرف كرة القدم المغربية أيما تشريف وأكد بما لا يدع مجالا للشك أنه يستحق عن جدارة واستحقاق اللقب الذي يحمله "الرجاء العالمي". فقد نجح أصدقاء العميد محسن متولي، الذين كانوا مؤازرين بجمهور كبير فاق 40 ألف متفرج وفي أجواء احتفالية قدموا خلالها ،أمام أنظار السادة محمد أوزين وزير الشباب والرياضة وجوزيف بلاتر رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم وعيسى حياتو رئيس الكونفدرالية الإفريقية للعبة، صورة حضارية وراقية على شغف وتعلق الجمهور الرياضي المغربي بكرة القدم، في فرض أسلوبهم السهل الممتنع والفرجوي على فريق مونتيري، الذي يعتبر أحد أقوى الأندية المكسيكية إلى جانب فريق باتشوكا. فعلا أبدع وأمتع أحفاد الراحل الأب جيكو، مؤسس مدرسة الخضراء، وقدموا عرضا راقيا ومحترما يليق بتاريخ هذا الفريق العريق والعتيد،وفرضوا أن يسجل هذا الإنجاز الغير المسبوق بمداد الفخر والاعتزاز في سجلات نادي الرجاء البيضاوي العالمي وتاريخ كرة القدم المغربية بشكل عام. فقد أتى هذا الإنجاز في وقت تحتاج فيه كرة القدم الوطنية إلىلا نتائج تنسيها نكساتها المتكررة في السنوات الأخيرة ،كما أنه سيعزز من حظوظ إنجاح هذا المحفل الكروي، الذي يجب أن تتظافر جهود الجميع من أجل إنجاحه خاصة وأن أعين العالم أجمع ومحبي وعشاق الساحرة المستديرة على الخصوص مشدودة هذه الأيام نحو مدينتي أكادير ومراكش عاصمتي كرة القدم العالمية بامتياز. وسيلاقي فريق الرجاء، الذي يوقع على مشاركة أكثر من رائعة في هذا الحدث الكروي العالمي، الذي يشارك فيه للمرة الثانية بعد الأولى عام 2000 بالبرازيل، في مباراة نصف النهاية الثانية، التي ستقام يوم الأربعاء المقبل على أرضية الملعب الكبير بمراكش (السابعة والنصف مساء)، فريق أتليتيكو مينيرو البرازيلي (بطل أمريكا الجنوبية)، الذي يشارك من جانبه، للمرة الثالثة على التوالي. أما مباراة نصف النهاية الأولى، فستجمع يوم الثلاثاء المقبل على أرضية الملعب الكبير بأكادير انطلاقا من السابعة والنصف مساء، بين فريقي بايرن ميونيخ الألماني (بطل دوري أبطال أوروبا) وجوانزهو إفرغراند، الذي حجز بطاقة التأهل بفوزه في وقت سابق اليوم على أرضية نفس الملعب على فريق النادي الأهلي المصري (بطل إفريقيا) 2-0. فيما سيخوض فريق مونتيري،يوم الأربعاء المقبل بمراكش (الرابعة والنصف عصرا) مباراة الترتيب لتحديد صاحب المركز الخامس ضد الأهلي المصري (بطل إفريقيا)، الذي خسر في وقت سابق اليوم على أرضية الملعب الكبير بأكادير أمام فريق جوانزهو الصيني (بطل أسيا) 0-2 في مباراة الربع الأولى.