فجر الانتصار الذي حققه فريق الرجاء الرياضي البيضاوي (بطل المغرب وممثل البلد المضيف) على فريق إف سي مونتيري المكسيكي 2-1 ضمن مباراة ربع نهاية النسخة ال10 لبطولة كأس العالم للأندية (المغرب 2013)، التي جمعت بينهما مساء يوم السبت بالملعب الكبير لأكادير، مشاعر الوطنية الكامنة في قلوب المواطنين في كل أنحاء البلاد الذين عبروا بتلقائية صادقة عن اعتزازهم وافتخارهم بالإنجاز الذي حققه "النسور الخضر" حين انتزعوا بطاقة التأهل إلى دور نصف النهاية من مخالب الفريق المكسيكي (بطل الكونكاكاف- أمريكا الشمالية والوسطى والكارايبي). فمباشرة بعد صفارة الحكم الإيراني اليريزا فاغاني إيذانا بنهاية المباراة التاريخية، انطلق عرس جماهيري شارك فيه الآلاف من الجماهير المغربية التي خرجت عن بكرة أبيها من مختلف المدن المغربية للتعبير عن فرحتها بهذا التأهل الذي جاء بعد مخاض عسير. فبعدما تتبع الجمهور المغربي بشغف كبير وبكل جوارحهم وعواطفهم هذه المباراة التي كسبها الفريق المغربي نتيجة وأداء، خرجت حشود غفيرة إلى العديد من الشوارع مباشرة بعد نهاية اللقاء للتعبير عن فرحتها حاملة الأعلام الوطنية ومرددة شعارات تمجد هذا الإنجاز الرائع الذي طالما انتظروه. ففي الرباط انطلقت حشود المواطنين في اتجاه ساحة البريد بشارع محمد الخامس وسط العاصمة في مسيرة أطرتها الفرحة وتجلى عبرها عمق الارتباط الوجداني بين أبناء هذا الشعب الأبي، وقد أطلق سائقو السيارات العنان لمنبهات السيارات التي شكلت قوافل على طول شوارع محمد الخامس وعلال بنعبد الله وغيرها، عازفين سمفونية رائعة شبيهة بتلك التي عزفها اليوم على المستطيل الأخضر النسور الخضر الذين كبر طموحهم ليصلوا إلى النهاية يوم 21 دجنبر الجاري من أجل التتويج. واحتفل الأطفال والشباب، كل بطريقته الخاصة، بالقيام برقصات فلكلورية ومنهم من كان يقوم بألعاب بهلوانية تعبيرا عن بهجتهم بهذا الفوز والتأهل التاريخي. وقد ردد الشباب بإتقان مدهش النشيد الوطني وهم يحملون العلم الوطني ولافتات ضمنوها عبارات الفخر والاعتزاز بالوطن الذي ينجب باستمرار أبطالا في حجم الرجاء البيضاوي. وأشاد المواطنون بأداء الفريق الرجاوي الاحترافي والواقعي بقيادة المدرب التونسي فوزي البنزرتي، معبرين عن ارتياحهم لانبعاث كرة القدم المغربية من جديد ومرددين أسماء صانعي هذه الملحمة.