يختار بعض معتقلي السلفية الجهادية، الذين أدانتهم المحاكم في ملفات متعددة، أوقاتا محددة لنشر الادعاءات الكاذبة والمزاعم الزائفة، وهذه المرة اختاروا زيارة وفد من خمسة مقررين أمميين للمغرب من أجل الاستعلام حول موضوع "الاعتقالات التعسفية المفترضة"، ليشرعوا في نشر الإشاعات، بطلها هذه المرة عبد الصمد البطار المحكوم بعشر سنوات سجنا في قضية تفجير مقهى أركانة. ومعلوم أن معتقلي السلفية الجهادية يقومون بمثل هذه الحركات كلما تعلق الأمر بقضية تتعلق بزيارات وفود أممية للمغرب قصد تشويه صورة المغرب الحقوقية، والكل يتذكر قصة بوشتى الشارف، المعتقل السلفي الجهادي الذي اعتقل في سوريا وتمت إعادته للمغرب بينما كان متوجها لبؤر التوتر حينها، سبق أن ادعى أنه تعرض للتعذيب داخل السجن كما زعم أنه تعرض للتعذيب ب"القرعة" وأنه يعاني من مضاعفات ذلك ولما تم عرضه على الطبيب الشرعي تبين أنه غير صادق في مزاعمه. كما قام عادل العثماني المعتقل الرئيسي في قضية تفجير مقهى أركانة بالادعاء أنه تم استخدامه من قبل المخابرات المغربية في حين كل الوقائع والدلائل توضح أنه المتورط في العملية. ونفت مصالح الأمن الإقليمي بآسفي بشكل قاطع خبرا لأحد المواقع الإلكترونية يفيد بأن السجين عبد الصمد بطار "تم نقله إلى مستشفى محمد الخامس بآسفي بعد تدهور حالته الصحية وأنه تم حقنه من قبل أحد أفراد المخابرات بمعاونة من رجال أمن في داخل قسم الإنعاش". وقالت مصالح الأمن الإقليمي بآسفي، في بلاغ لها إنها "تنفي نفيا قاطعا صحة الخبر الذي نقله الموقع الإلكتروني وتكذب ادعاءه جملة وتفصيلا". وأكدت في نفس الوقت أن دورها، في حالة السجين عبد الصمد بطار والحالات المشابهة لها، "يتمثل في حراسة المرافق الصحية التي يتواجد بها المعني بالأمر كما ينص على ذلك القانون الجاري به العمل، والذي يمنع عناصر الأمن من ولوج غرف الاستشفاء الخاصة بالسجناء المرضى أو الاحتكاك بهم أو الاتصال معهم". وأكدت المندوبية العامة لإدارة السجون وإعادة الإدماج أن ادعاءات عائلة السجين بطار عبد الصمد، الذي يوجد حاليا بالمستشفى الجامعي ابن طفيل بمراكش، المتعلقة بكون المعني بالأمر "تم حقنه بحقنة من قبل أحد أفراد المخابرات بمعاونة من رجال أمن بداخل قسم الإنعاش" لا أساس لها من الصحة. وأوضحت المندوبية أن ادعاء عائلة السجين بطار، المحكوم بمقتضى قانون مكافحة الإرهاب (ملف تفجير مقهى أركانة الذي خلف 17 قتيلا و21 جريحا مغاربة وأجانب)، بكون المعني بالأمر "تم حقنه بحقنة من قبل أحد أفراد المخابرات بمعاونة من رجال أمن بداخل قسم الإنعاش"، هو "افتراء وادعاء لا أساس له من الصحة، حيث أن السجين المذكور يوجد حاليا بغرفة انفرادية بالمستشفى تحت رعاية أطباء المستشفى وبتنسيق مع طبيب المؤسسة السجنية". وأبرزت المندوبية، ردا على هذه الادعاءات المنشورة ببعض المواقع الإلكترونية، وتنويرا للرأي العام، أن "دور المصالح الأمنية يقتصر فقط على حراسة المرافق الصحية التي يتواجد بها المعني بالأمر دون ولوج غرفته، ودون أي اتصال مباشر أو غير مباشر معه طبقا للمقتضيات القانونية الجاري بها العمل في هذا المجال، علما أن زيارة السجناء داخل المستشفى تخضع لترخيص مسبق من طرف المندوبية". وخلصت المندوبية إلى أن ادعاءات عائلة السجين بطار عبد الصمد "تهدف إلى خلق البلبلة على مستوى الرأي العام الوطني والدولي في ظروف تتزامن مع زيارة فريق العمل حول الاعتقال التعسفي التابع للأمم المتحدة" للمملكة. وقالت المندوبية، في هذا الصدد، إنها "تدفع عنها وعن أي جهة حكومية أو إدارية أي مسؤولية، إذ يتحمل المعني بالأمر وأسرته وكل من يسانده مسؤولية تصرفاته". وذكرت المندوبية، في توضيحها، بأن السجين بطار والمدان بعشر سنوات سجنا نافذا، امتنع منذ تاريخ 11 نونبر 2013 عن تناول الطعام لأسباب قضائية مطالبا بالإفراج الفوري عنه، وقد ظل مصرا على التمادي في هذه الوضعية رغم المحاولات المبذولة معه من أجل إقناعه بالعدول عن موقفه حفاظا على صحته. وأضافت أنه في إطار تتبع حالته الصحية، تم نقل السجين المعني تحت إشراف طبيب المؤسسة إلى مستشفى محمد الخامس بآسفي، ومنه إلى المستشفى الجامعي ابن طفيل بمراكش، حيث تم الاحتفاظ به للضرورة الطبية. وأشارت إلى أن السجين بطار استفاد منذ اعتقاله من 41 فحصا طبيا داخل المؤسسة السجنية ومن 14 فحصا بالمستشفى العمومي، وهو ما يؤكد قيام المندوبية بواجبها الذي يفرضه القانون. بقي سؤال مهم جدا: لماذا لا يطالب البطار بالخبرة الطبية؟