تبنى تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الاسلامي الاربعاء اغتيال الصحافيين الفرنسيين في الثاني من تشرين الثاني/نوفمبر في كيدال شمال شرق مالي ردا على "جرائم فرنسا اليومية بحق الماليين". وقال التنظيم في بيان ارسله الى موقع صحراء ميديا الموريتاني ان اغتيال الصحافيين جاء ردا على "جرائم فرنسا اليومية بحق الماليين وعمل القوات الافريقية والاممية ضد المسلمين في ازواد", وهو الاسم الذي يطلقه الطوارق على شمال مالي, بحسب المصدر نفسه. واعتبر تنظيم القاعدة ان اغتيال الصحافيين "قليل من الضريبة التي سيدفعها الرئيس الفرنسي (فرنسوا) هولاند وشعبه, ردا على هذه الحملة الصليبية الجديدة", حسب نص البيان. واضاف موقع صحراء ميديا ان الكتيبة التي يقودها عبد الكريم التاركي, هي من نفذت العملية. وهذا الاخير من الطوارق وكان من المقربين من ابو زيد ابرز قيادات القاعدة في المغرب الاسلامي بمالي الذي قتل في بداية 2013 اثناء الحملة العسكرية التشادية والفرنسية على جبال ايفوغان باقصى شمال شرق مالي. في الاثناء, اكدت الرئاسة الفرنسية الاربعاء ان قتل الصحافيين الفرنسيين في مالي لن يبقى "من دون عقاب ايا كان المنفذون". وقالت الرئاسة الفرنسية لوكالة فرانس برس ان "فرنسا تدعم جهود الحكومة المالية وتستخدم كل وسائلها الخاصة لكي لا تبقى هذه الجرائم من دون عقاب ايا كان المنفذون". وقتل الصحافيان في اذاعة فرنسا الدولية غيزلان دوبون (57 عاما) وكلود فيرلون (55 عاما) في كيدال شمال شرق مالي بعيد خطفهما من قبل مسلحين. ويتواجد شرطيون فرنسيون في مالي للمشاركة في البحث عن القتلة في اطار تحقيق فتحته نيابة باريس بتهمة خطف واضطهاد اعقبهما قتل ضمن مجموعة ارهابية. واكد الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند ان عمليات "التقصي تتقدم" للعثور على قتلة الصحافيين. واوضح اثناء اجتماع مجلس الوزراء الاسبوعي بباريس "يجري التحقيق بشكل حثيث وجرت عمليات وتفتيش وعمليات التقصي متواصلة", مضيفا "سنبذل كل ما في وسعنا للعثور على من ارتكبوا هذه الافعال ومعاقبتهم", بحسب ما اوردت الناطقة باسم الحكومة نجاة فالو بلقاسم. كما عبر هولاند عن "بالغ تاثره لعملية الاغتيال المزدوجة لصحافيي اذاعة فرنسا الدولية", مشيرا الى ان "فرنسيين قتلا" لكن "تم ايضا استهداف حرية الاعلام". وتؤكد تصريحات الرئيس الفرنسي بشان تقدم التحقيق معلومات اوردتها الثلاثاء مصادر مالية اشارت الى توقيف 35 شخصا في مالي خلال يومين بين الاحد والثلاثاء وهو ما رفضت المتحدثة باسم الحكومة الفرنسية التعليق عليه. واكد احد المصادر في كيدال "العثور على ارقام هواتف مهمة داخل سيارة تركت على مقربة من مكان الجريمة, وهو تفصيل مهم". وقال مصدر مالي Bخر قريب من التحقيق ان مجرمين من الذين يتولون تنفيذ عمليات خطف بمقابل "مسجونون حاليا في قضية خطف فرنسيين في 2011 اتاحوا لنا خيوطا جيدة في التحقيق". وفي تشرين الثاني/نوفمبر,2011 خطف الفرنسيان فيليب فيردون الذي اعدم لاحقا, وسيرج لافاريفيتش الذي لا يزال محتجزا, في هومبوري (شمال) بيد مجرمين يعملون لحساب تنظيم القاعدة تم توقيف بعضهم في غاو كبرى مدن شمال مالي ونقلوا الى باماكو. ونظمت الاربعاء بباريس عملية تكريم وترحم مؤثرة على روحي الصحافيين بثتها اذاعة فرنسا الدولية وحضرها عدد كبير من العاملين في الاذاعة والصحافيين والنواب والوزراء والدبلوماسيين وشخصيات سياسية مالية. وساد التاثر الحضور عند بث مقاطع لريبورتاج غيزلان دوبون احد الاصوات الشهيرة في "اذاعة العالم" المعروفة في افريقيا كلها. بور-حوس-ستب بقلم حمدين ولد سعدي