أثارت استثمارات الملياردير الحاج ميلود الشعبي بمصر لغطا كثيرا، حيث شنت عليه وسائل الإعلام المصرية هجوما عنيفا ودون استثناء، وذلك نظرا للمخاوف التي أثارها دخوله المريب إلى مصر والسطو على مجموعة من الاستثمارات بشكل غريب، وخلال مقامه الاستثماري بمصر أساء كثيرا إلى المغرب وإلى المستثمرين المغاربة، حيث تصور أبناء الكنانة أن رجال الأعمال المغاربة جشعون ويريدون الاستحواذ على كل شيء. وإضافة إلى الإعلاميين شن رجال الأعمال هجوما عنيفا ضد الشعبي ومجموعته يينا هولدينغ، واتهموه بالسعي إلى احتكار كل شيء في مصر، وأشاروا إلى الطريقة المشكوك فيها التي حصل فيها على بعض المشاريع والشركات، والتي لم يمر امتلاكها من طرف الملياردير في صمت، حيث هاجمه الحقوقيون ومناهضو الفساد ونهب المال العام. وقدم معارضو الملياردير الشعبي نموذج مدينة نصر كدليل على الطريقة المشبوهة التي حصل بها على بعض الصفقات، فمدينة نصر للإسكان والتعمير استحوذ عليها الشعبي بمبلغ زهيد يقدر ب130 مليون جنيه، حيث كانت تعاني العجز وعلى أبواب الإفلاس فقدم المبلغ المذكور وكان يعرف أن الشركة تتوفر على أسهم وديون تصل إلى 500 مليون جنيه وتتوفر على أراضٍ وعقارات ونسبة مشاركتها في شركة مصر الجديدة للإسكان والتعمير. وأول ما قام به الشعبي هو أنه باع هذه الأصول وحولها إلى سيولة نقدية فكسب الشعبي في أيام معدودات أضعاف ما دفع، وحسب مناهضي الفساد في مصر فإن الشعبي استمر يحصل سنويا من أموال المصريين على 70 مليون جنيه دون تعب ولا نصب، وغنمها بالطرق الملتوية. وبهذه السلوكات يكون الشعبي لا يضر نفسه وسمعته فقط ولكن يضر سمعة المغرب والمستثمرين المغاربة، الذين أصبحوا لدى الآخر سواء كان عربيا أو أعجميا مجرد مستثمرين يريدون الاستيلاء على المشاريع والشركات في غياب شروط المنافسة الشريفة. وتجدر الإشارة إلى أن أجهزة مصر وليبيا شرعت، بعد التحولات التي عرفها البلدان، في التحقيق في العلاقات الوطيدة التي ربطت الحاج ميلود الشعبي، الملياردير صاحب مجموعة يينا، مع مسؤولين رسميين من المقربين للرئيس الليبي السابق معمر القذافي وخصوصا المسمى عبد الله شقيق أحد الضباط السامين السابقين في الجيش الليبي الذي كان شريكا له في معمل لصنع مواد البناء "أبكو".