كشف تقرير لمعهد التنبؤ الاقتصادي لعالم البحر الأبيض المتوسط، أن أكثر من 20 مليون عربي يستخدمون شبكة التواصل الاجتماعي (فيسبوك)، إذ جاءت الإمارات في المركز الرابع وراء كل من مصر والسعودية والمغرب، متقدمة على تونسوالجزائر والأردن ولبنان. وأوضح التقرير الذي أعده مجموعة من الخبراء بعضهم من الجزائروتونس، ونشرت صحيفة (ليبرتيه) الجزائرية الصادرة باللغة الفرنسية أجزاء منه أمس : إن الإنترنت كان بمقام أرضية للمقاومة في خدمة الثورات التي شهدتها بعض الدول العربية، أو ما بات يعرف ب(الربيع العربي)، وإن فيسبوك مثلا لعب دوراً لا يستهان به، إذ سمح بالانتشار الشامل للمعلومة غير المراقبة مستمدة من مستخدمي الإنترنت أنفسهم. وأشار إلى أن الإنترنيت وتطبيقاته مكن من خلق نوع من الثقة بالمعلومة، التي يتناقلها الشباب الذين عادة ما يوصفون بأنهم لا يهتمون للأشياء العمومية غير آبهين بما يجري، مما ساعد على الإطاحة في بضعة أسابيع بنظامين في (تونس ومصر) كانا يعتقدان أنهما يسيطران دوماً على هذه الأنظمة التكنولوجية.وقد أكد مشاركون في لقاء إعلامي نظم مساء الأربعاء بالدار البيضاء أن ظهور المواقع الاجتماعية وتوسعها يترجم حاجة المجتمع المتزايدة إلى المعلومة. وأبرزوا في مداخلاتهم خلال هذا اللقاء, الذي ناقش "تأثير المواقع الاجتماعية في تكوين الرأي العام", أن هذه الوسائط المعلوماتية في صيغتها الجديدة صارت تمثل "فضاء حرا للتعبير" بالنسبة لشرائح واسعة من المواطنين. وبهذا الخصوص أشار الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية السيد نبيل بنعبد الله إلى أن هذه الحرية غير المسبوقة في التعبير تعكس الثورة التي يشهدها المغرب حاليا, فضلا عن تأشيرها على تشكل "ذكاء جماعي وطني" نجح في تجاوز التحفظات, معتبرا أن ممارسة الحق في التعبير يحتاج إلى نوع من التقنين. وأوضح أن هذه العملية لا يمكن أن تأتي من الأعلى, بل ينبغي أن تكون نتاج مجهود ذاتي (تقنين ذاتي), وذلك من أجل ممارسة أفضل لحرية التعبير والتفكير وتجاوز الأحكام المسبقة وتوجيه الانتقادات اللاذعة, مضيفا أن من شأن هذا التقنين أن يسهم في بلورة ثقافة مواطنة حقيقية تساوي بين الواجبات والحقوق. وذهب السيد بنعبد الله إلى أن النقاشات التي تثيرها هذه الوسائط الجديدة للاتصال يمكن أن تكون بداية التصالح مع "الشأن العام", مشيرا إلى أن الانتخابات المقبلة هي مناسبة لمصالحة المغاربة مع السياسة ووضع حدا لحالة العزوف والشعور باليأس لدى المواطنين. ومن جهته اعتبر الكاتب ومدير مركز الدراسات الاجتماعية والاقتصادية والتدبيرية السيد ادريس كسيكس أن النقاش السياسي أصبح يتخذ مساحات أكبر داخل الشبكة العنكبوتية من خلال المواقع لاجتماعية, التي أضحت بديلا عن الوسائل التقليدية للإعلام والاتصال. وتابع أن هذه المواقع تتمتع "بحرية أكبر", وبإمكانها أن تكتسح مجالات أوسع مستجيبة للحاجة الملحة إلى المعرفة, معتبرا أن تطور هذه الوسائل الجديدة يجد تفسيره في "أزمة التمثيلية السياسية" والمشاكل الاجتماعية والاقتصادية التي يعاني منها المجتمع. وأكد من جانبه المدون أنس الفيلالي أن الشبكة العنكبوتية استطاعت أن تطوي المسافات وتفتح المجال لمناقشة العديد من الموضوعات ذات الطابع السياسي والمؤسساتي والاجتماعي والثقافي, داعيا إلى مأسسة النقاش لبلورة آليات تضمن احترام الرأي الآخر والقبول بالتعدد. واعتبر في هذا السياق أن الأمر يتطلب القيام بعمل جاد ومتواصل في هذا الاتجاه, مشددا على ضرورة تدعيم ثقافة المشاركة والمساهمة في تفعيل النقاش على الساحة السياسية خاصة خلال الانتخابات المقبلة. وأبرزت التعقيبات أهمية اعتماد آلية تسهم في إفراز نخبة سياسية جديدة وتعزيز الشعور بالعدالة لدى المواطن مع ضرورة إشراك الشباب في الحياة السياسية ومواكبة القوى السياسية للحراك المجتمعي. ونظم هذا اللقاء من قبل جمعية (خريجي جامعة الأخوين) التي أحدثت سنة 2003 وتضم 2200 عضوا، وهي تعمل على تجميع كل خريجي هذه الجامعة وتقديم خدمات لفائدتهم تنسجم مع انتظاراتهم ومتطلباتهم.