وصفت مصادر متطابقة حملة إغلاق المصحات التي قامت بها وزارة الصحة مؤخرا بالانتقائية، وغير الموضوعية، وقالت المصادر ذاتها، إن ياسمينة بادو انتظرت إلى حين اقتراب الانتخابات التشريعية من أجل القيام بحملتها التي همت عددا من المصحات ، التي تم انتقاؤها بعناية فائقة ، حيث ذكر بلاغ للوزارة أن الحملة همت 140 مصحة من أصل 360، من دون أن تذكر المصحات التي شملتها الزيارات، ولا المخالفات التي تم تسجيلها. وأكدت المصادر ذاتها أن عدة مصحات متهمة بالإهمال والخطأ الطبي لم تتم زيارتها لأسباب غير معروفة، وأن الجهات المسؤولة اعتمدت على مبدأ الانتقاء بضغط من لوبي قوي يعمل داخل الوزارة، متسائلة عن الأسباب الحقيقية الكامنة وراء هذه التحركات المفاجأة ، والتي أدت إلى إغلاق سبعة مصحات في مجموع التراب الوطني. وأوضحت المصادر، أن مجموعة من الهيئات والمنظمات المرتبطة بالمجتمع المدني ظلت تدق ناقوس الخطر منذ سنة 2007، بسبب تزايد عدد الوفيات داخل المصحات الخاصة، وارتفاع عدد الشكايات التي وصل بعضها إلى القضاء، بعدما تسببت في وقوع وفيات، وعاهات مستديمة، مشيرة إلى أن الوزارة كان عليها إغلاق أكثر من ثلث المصحات العاملة بسبب عدم احترامها المقتضيات العامة، وقالت المصادر إن هذه المصحات لم تصلها مصالح التفتيش التابعة للوزارة، بسبب وجود لوبيات وفرت الحماية لهذه المصحات. وقالت المصادر إن ياسمينة بادو،التي تعرضت لانتقادات واسعة خلال فترة إشرافها على وزارة الصحة ، سعت من خلال إغلاق سبعة مصحات ، قالت إنها لا تحترم المعايير المعمول بها ، إلى تلميع صورتها ، متسائلة عن الأسباب الحقيقية وراء اختيار هذا التوقيت بالضبط لتنظيم هذه الخرجة الإعلامية. وأشارت المصادر إلى أن وزيرة الصحة تمارس سياسة الكيل بمكيالين ، حيث راهنت على عامل الزمن في تدبير مشاكل المصحات الخاصة ، معتبرة تحركها في هذه الفترة بالذات بأنها جزء من حملتها الإنتخابية ، وذكرت أن الوزيرة غابت عن الساحة طوال سنوات إشرافها على الوزارة، حيث نادرا ما تقوم بزيارات ميدانية سواء للمصحات الخاصة أو المستشفيات العمومية ، التي ترزح تحت الإهمال والمحسوبية والزبونية ، مشددة على أن وضعية المستشفيات العمومية يرثى لها ، خصوصا المستشفيات الجامعية التي تعاني من الإكتظاظ ، مؤكدة أن وزيرة الصحة تفضل قضاء عطلتها في الخارج أو على ضفاف البحر الأبيض المتوسط بدل التفرغ لحل مشاكل الوزارة التي عرفت في عهدها تراجعا خطيرا انعكس على مستوى الخدمات الصحية المقدمة للمواطنين . وقالت المصادر إنه في الوقت الذي بادر فيه الملك إلى إيلاء أهمية خاصة لقطاع الصحة من خلال مجموعة من الزيارات الميدانية ، فضلت وزيرة الصحة الإعتماد أكثر على تقارير المندوبين ، والمفتشين الذين غالبا ما يغضون الطرف عن ممارسات وصفتها المصادر باللاإنسانية، والحاطة من الكرامة ،مؤكدة على أن الوضع الصحي داخل المستشفيات العامة يعتبر كارثيا ، وهو ما ساهم في ظهور مصحات خاصة نبتت كالفطر، وفي ظروف غير طبيعية. واتهمت المصادر ذاتها الوزيرة الاستقلالية ، بعدم إلمامها بالقطاع الصحي ، وأنها ساهمت إلى حد كبير في بروز مجموعة من الإختلالات ، مشددة على أن المحسوبية والزبونية هي أكثر ما يميز مستشفيات ياسمينة بادو ، رغم تأكيد الأخيرة على أنها حاربت الرشوة في المؤسسات العلاجية ، وهو الأمر الذي تكذبه الوقائع ، وطالبت هذه المصادر بالقيام بزيارات مفاجأة للوقوف على حقيقة الخدمات الصحية المقدمة للمواطنين خاصة من ذوي الدخل المحدود ، إذ أن الشعار الذي ترفع جل هذه المستشفيات هو الأداء قبل العلاج.