سقط القناع عن القناع وسقطت أمامك ندية ياسين فاشف بها حبك القديم يايوسف العلوي، ربما يكون والدك قد ظلمك يوم صاحب ياسين وأصبح حاجزا أمامك، هكذا كان يقول رفيق ندية في البعثة الفرنسية وهو يتجول رفقتها بأثينا وبمرافقها الترفيهية، ومن الأكيد أنه قال ذلك عندما جلس جنبها في جو شاعري أسطوري في أحد المطاعم التي لا يدخلها إلا من يرغب في جو رومانسي و"طز" في المنتدى الاجتماعي العالمي. يوم قال، الذي يعرف أسرار وزارة الداخلية أيام البصري، أن الوزير القوي استدعى ندية وسألها عن حالها وعن صحة والدها والوليدات والزوج وقام يتحدث في الهاتف قبل أن يرمي ملفا أخلاقيا أمامها قلنا إن القضية فيها شيء من "حتى"، فقط لأن كريمة زعيم الجماعة وخليفة المسلمين المقبل شخصية شرسة وقوية ولا "تخاف في الله لومة لائم"، إذن فهمنا القصة على أنها محاولة لتشويه السمعة ليس إلا. وإذا كان بعض الظن إثم فإن بعضه الآخر ليس إثما طبعا، وعندما ظننا ظن السوء بالشريفة بنت الشريف ندية بنت عبد السلام ياسين لم نكن آثمين لأنه من "البعض" الثاني. اليوم بعد أن اصبحت الصور متوفرة بين أيدينا ودلائل وكالات الأسفار وفاتورة الفندق لم يعد لنا من حيلة سوى أن نصدق. طبعا سيواجهنا أعضاء التنظيم أتباع كل ناعق بالآية الكريمة "والذين يرمون المحصنات.." فنحن لن نرمي المحصنة بالمفهوم الشرعي ولكن سنرمي تلك التي تحصنت بغرف فندق بارك بأثينا لتشفي غليلها التاريخي من حبيبها الذي لم يصبح زوجها لأن رغبتها خالفت رغبة والدها التي كانت عينه على التنظيم. وهاهي تسقط في يد الحبيب بعد أن أصبحت جدة. لكن أين الذي استعل منه الرأس شيبا على ضعره؟ فهو ليس له مال يموت عليه لأنه يعيش على عائدات الجماعة التي تتحكم فيها عائلة ياسين بقبضة من حديد وراتبه كمدرس لا يسدد تبعات عيشة الرفه والأسفار الخيالية، وليس له بلد يموت عليه لأن جماعته ترى الحدود مصطنعة، ومن لم يمت على ماله وبلده هل تطلب منه أن يموت على أولاده. قد يموت من الضحك عندما يسمع حكايتنا. لم يعد سرا أن ندية ياسين سقطت بين يدي عشيقها وسافرت معه منفردة مع أن الجماعة تمنع ذلك، واحتضنت غرف الفندق زفرات ندية التي تأسفت على ضياع ثلاثين سنة من عمرها وشوهدا يتجولان في أماكن لا يتجول فيها إلا العشاق، تضع دراعها في دراعه مستمسكة به ومستمشكا بها.