ليونيل ميسي وكريستيانو رونالدو.. اسمان يطغيان على الصراع بين برشلونة وريال مدريد على تسيد الكرة الإسبانية بل والأوروبية مما يضفي إثارة بالغة على لقائهما المرتقب في ملعب كامب نو الاثنين المقبل. عناصر :. — - يتشابه النجمان في نشأة متواضعة بأفقر أحياء الأرجنتين والبرتغال. — - ميسي يفكر في اللعب فقط.. رونالدو يهتم ببريق الشهرة. — - ليسا رأسي حربة.. ولكنهما هدافان. لن تجد عدسات الكاميرات يوم الكلاسيكو الموعود بدا من التنقل بين وجهي النجمين، فكلاهما يملك حسم المباراة إما بتسديدة قوية أو كرة ساقطة أو ركلة حرة وربما مجهود فردي خارق إذا استلزم الأمر. — - نشأة متواضعة. ربما لم يخطر ببال أي من ميسي أو كريستيانو رونالدو في طفولتهما أنهما سيصبحان يوما على عرش كرة القدم ومحور اهتمام وسائل الإعلام العالمية بعد أن كانا يركلان الكرة في ملاعب ترابية بشوارع روساريو الأرجنتينية وفونشال بجزيرة ماديرا البرتغالية. ولد ميسي في 23 يونيو/حزيران 1987 بحي لاتابلادا في مدينة روساريو لأسرة تنتمي للطبقة الكادحة حيث كان والده خورخي يعمل في أحد المصانع، بينما كانت الأم تساعد في زيادة الدخل كعاملة نظافة. أما كريستيانو، فقد جاء الى الدنيا في الخامس من فبراير/شباط 1985 في حي لاكينتا دو فالكاو الذي يعتبر الأفقر في فونشال، وكان والده جوزيه دينيش يعمل بستانيا بالبلدية حتى وفاته في 1999 بينما اشتغلت والدته بالطهي في أحد النزل. وببلوغه الخامسة من العمر، لاحظ مسئولو نادي "جراندولي" للأطفال أن ميسي يتحكم في الكرة بقدميه بشكل يفوق سنه بكثير، وهو نفس الوقت الذي كان رونالدو في عامه السادس حديث فريق الشباب بنادي أندورينيا، وهو ما جعل كليهما يتجه سريعا نحو عالم الاحتراف. وبداية من سن السابعة وحتى الثالثة عشر كان ميسي عضوا بفرق الناشئين في نادي نيويلز أولد بويز أحد قطبي روساريو قبل أن ينتقل عام 2000 إلى برشلونة مصطحبا عائلته التي رأت في ذلك فرصة لعلاجه بالهرمونات لمواجهة بطء نموه جسديا. أما كريستيانو فبعد أن كان ينام محتضنا الكرة، عرف أضواء العاصمة ولعب لسبورتنج لشبونة من سن الحادية عشرة حتى الثامنة عشر، حتى ضمه سير أليكس فيرجسون إلى مانشستر يونايتد في 2003. ومضت الأعوام سراعا حتى وجد رونالدو نفسه يتوج كأفضل لاعب في العالم عام 2008 ثم خلفه ميسي في العام التالي الذي دخل خلاله مقارنات مع أسطورة الكرة في بلاده دييجو مارادونا. ربما يتشابه الاثنان في الطريقة التي يتعاملان بها مع كرة القدم، فالحماس وبذل الجهد في الملعب لا ينفصلان عن المهارة الفائقة فضلا عن القدرة على التهديف، وهو ما يعكسه الموسم الماضي حين توج ميسي هدافا للدوري الإسباني برصيد 34 هدفا مقابل 26 لرونالدو الذي لعب عددا أقل من المباريات. ويتجدد نفس الصراع في الموسم الحالي، حيث يتصدر رونالدو السباق وفي جعبته 14 هدفا متفوقا بهدف واحد على ميسي، علما بأن كليهما سجل ثلاثية في الجولة الماضية أمام كل من أثلتيك بلباو وألميريا على الترتيب. — - ميسي : الملعب أولا. بالرغم من كونه جامع ماهر للجوائز، إلا أن ميسي يفضل دائما الابتعاد عن الأضواء وعدسات المصورين وأغلفة المجلات التي يسعى إليها الكثير من نجوم اللعبة حتى من يقلون عنه براعة. ويمتاز ميسي بقربه من بقية زملائه، إلا أن شخصيته تنقلب بمجرد أن يرتدي حذاءه الذهبي المميز حيث تتحول رغبته حينها إلى كسر الأرقام القياسية فقط وهو ما نجح فيه حتى الآن فقد سجل ثماني ثلاثيات "هاتريك" بقميص برشلونة، بجانب 101 هدف في 154 مباراة بالليجا. ويقول ميسي الذي عرف في بداياته ب"البرغوث الذري" إنه يعيش من أجل كرة القدم فقط، وهو ما يبدو قولا حقيقيا في ظل عدم نفاذ الصحف إلى حياته الخاصة التي قصرها على مجموعة من الأصدقاء وأفراد العائلة بجانب رفيقة عاطفية من روساريو مسقط رأسه. وفي الملعب، ينتظر أغلب المشاهدين وصول الكرة إلى قدمي ميسي، فهو يجيد اللعب كجناح وكمهاجم مساند يبرع في المراوغة والتسجيل وأيضا صناعة الأهداف لزملائه بلمحات فنية مبهرة. وفاز ميسي بشهادة الجميع، فبجانب دعم مارادونا له، قال عنه المدرب الفرنسي الشهير أرسين فينجر إنه "لاعب من البلاي ستيشن"، في حين شبه النجم البرتغالي السابق لويس فيجو مشاهدة أدائه ب"النشوة الجنسية". — - رونالدو : إدمان النجاح. لا تعرف شخصية رونالدو القناعة، فهو دائما يريد تحقيق المزيد، ولعل هذا ما انعكس على أسلوب لعبه لدرجة اتهامه بالأنانية حتى من قبل جماهير فريقه التي اعتادت على التصفيق له في ملعب سانتياجو برنابيو معقل ريال مدريد لترد على السباب الذي يلقاه دوما في ملاعب أخرى. واعترف رونالدو بأنه يريد أن يصبح أسطورة في عالم كرة القدم، وهو ما يسير نحوه بثبات بالفعل، فبعد نجاحه مع مانشستر يونايتد سجل حتى الآن مع ريال مدريد 40 هدفا في 41 مباراة بالليجا بين الموسمين الجاري والماضي. ويبدو واضحا أن أول ما يخطر بذهن رونالدو لدى تسلمه الكرة هو استخدام سرعته الفائقة في اختراق دفاع الخصم وتسجيل هدف، إلا أنه ينفي "أنانيته" بتأكيده أنه لا يسعى للقب الهداف بل يهتم بمصلحة الفريق ككل وهو ما يبدو منطقيا بالنظر لالتزامه بمواعيد المران وحضوره دوما قبل زملائه. ويختلف رونالدو عن ميسي في شأن آخر، هو أنه حين يتعرض للعرقلة كالمعتاد قد يفقد أعصابه أحيانا ويلجأ للرد باعتداء على الخصم مما يكلفه بطاقات ملونة قد لا تشهر في وجه الأرجنتيني.ويعتبر اسم رونالدو مادة خصبة لوسائل الإعلام، فعلاقته ببعض المشاهير مثل باريس هيلتون سبق تداولها على صفحات الجرائد التي تفرد أحيانا مساحات كبيرة لصوره على الشاطئ أو وهو يقوم بإعلان لأحد طرازات الملابس الداخلية.