وصلت حالة التوتر بين رفيقي الأمس رشيد نيني مدير يومية المساء وتوفيق بوعشرين رئيس تحريرها السابق ومدير يومية أخبار اليوم المغربية درجة اللارجعة، حيث تبادلا الطرفان عملية تسريب أخبار عن الآخر والهدف منها التوريط وتصفية الحسابات القديمة، واليكم نص المقال الصادر اليوم الخميس على صدر الصفحة الأولى من جريدة المساء :هدد محامي فؤاد عالي الهمة، مؤسس حزب »الأصالة والمعاصرة« بإمكانية رفع دعوى قضائية ضد مدير نشر »أخبار اليوم المغربية« ، توفيق بوعشرين، على خلفية نشر الجريدة لخبر ادعت فيه أن »بعض المنتخبين من الأصالة والمعاصرة اقترحوا إطلاق اسم والد الهمة على أحد شوارع الدارالبيضاء« . وقال محامي الهمة في بلاغ توضيحي عممته وكالة المغرب العربي للأنباء إن موكله »يستنكر ما صدر عن المنبر المذكور، ويحتفظ بحقه في اللجوء إلى كل السبل التي تكفلها القوانين المنظمة« ، مشيرا في الوقت نفسه إلى أن هذه الجريدة »عمدت إلى نسج رواية لا تمت إلى وقائع حقيقية بصلة، وغير مستندة على مصادر واضحة ومسؤولة، وسمحت لنفسها، بناء على معطيات مغلوطة القصد منها التشهير بموكلي، بالنبش في ذكريات الأموات« . وقال عبد الوحيد خوجة، المنسق الجهوي لحزب »الأصالة والمعاصرة« بالدارالبيضاء إنه تلقى باستغراب كبير نشر الجريدة المذكورة لخبر يرمي إلى الإساءة ليس فقط إلى أسرة فؤاد عالي الهمة، وإنما يسيء إلى كل المنتسبين للحزب، مشيرا في اتصال مع »المساء« إلى أن محضر اجتماع مكتب مجلس المدينة يتضمن الإشارة إلى ثلاثة أسماء وطنية، هي عبد الله إبراهيم وعبد الهادي بوطالب وثريا الشاوي، ولم يشر إطلاقا لا من قريب ولا من بعيد إلى والد فؤاد عالي الهمة. وفي سياق متصل لم يستبعد مصدر قضائي مطلع أن تتجه النيابة العامة إلى تحريك المتابعة القضائية في حق مدير نشر جريدة »أخبار اليوم المغربية« في قضية »الخطأ المطبعي« المسيء للملك، الذي تضمنه عمود هذا الأخير في عدد الجريدة ليوم الجمعة المنصرم عندما نشر عبارة ورد فيها أن »لوجورنال مجلة جريئة ولدت في عهد الملك الراحل الحسن الثاني، وقتلت في عهد الملك الراحل محمد السادس« . وأشار المصدر القضائي إلى فرضية وجود »سوء النية في طريقة تدبير معالجة هذا الخطإ المطبعي بعد وقوعه« ، حيث تبين للمصالح الأمنية أن بوعشرين أُخبر عبر الهاتف أثناء عملية طبع الجريدة بأن عموده يتضمن »خطأ مطبعيا جسيما« ينبغي تصحيحه، وأن هذا الخيار كان ممكنا إما عبر توقيف عملية توزيع الجريدة لأن الكمية المسحوبة من العدد لم تكن حينها قد نزلت إلى نقط البيع، وإما عبر تغيير الصفحة المتضمنة للخطإ أو أخيرا عبر إخفاء الخطإ بتقنية سائل »البلانكو« كما تفعل كل الصحف في مثل هذه الحالات، غير أن بوعشرين لم ير ضرورة لسلك واحد من هذه الخيارات الثلاثة وطلب من المسؤول عن التوزيع الشروع في توزيع الجريدة مع علمه المسبق بتضمنها للخطإ. وكانت الشرطة القضائية بالرباط قد استمعت مطولا، طيلة صباح الجمعة المنصرم، إلى بوعشرين حول ملابسات هذا »الخطأ المطبعي« ، الذي عزاه إلى »السرعة في الرقن« من خلال اعتذار مقتضب نشرته الجريدة المعنية في اليوم الموالي على صدر صفحتها الأولى، دون الإشارة إلى ما يدل على أن الجريدة فتحت تحقيقا داخليا لمعرفة المتسبب في هذا الخطإ. فيما ذكر مصدرنا أن التحقيق مع بوعشرين لم يتوقف فقط عند »الخطإ المطبعي« ، وإنما شمل مقالات أخرى، منها مقال دعا فيه بوعشرين إلى تغيير شعار المملكة من »الله، الوطن، الملك« لكي يصبح »الله، الوطن، الملك، استقلال القضاء« . بالإضافة إلى مقال ثالث زعم فيه بوعشرين وجود تناقضات في الخطاب الملكي الأخير حول الجهوية. هذا في الوقت الذي لم يصدر أي تعليق لمدير نشر الجريدة حول هذه التحقيقات أو فحواها، كما تعود على ذلك سابقا. وعلاقة بسلسلة الأخطاء التي رافقت عودة صدور الجريدة بعد منعها، نفى مصدر مطلع الخبر الذي نشرته الجريدة حول استثناء تطوان من إضراب النقل بسبب تواجد الملك بها. وأضاف المصدر أن الملك ما زال إلى حدود أول أمس الأربعاء في مدينة طنجة، وأن زيارة بسيطة لموقع وكالة المغرب العربي للأنباء التي تواكب الزيارات الملكية، كافية للتأكد من ذلك.