تضمنت رسالة رضوان نجم الدين، مدير قطب الجمهور الكبير ببريد المغرب (مسؤول عن المصالح المالية)، إلى بعض المسؤولين في المصالح المركزية والجهوية عبارات أثارت البريديين والمسؤولين الكبار في بريد المغرب، خصوصا أنها لم تخضع لمنطق كتابة الرسائل الإدارية واحتوت على معلومات تدخل في إطار سرية العمل من قبيل أن المدير العام لبريد المغرب اتصل به هاتفيا ليخبره أن جهات عليا قدمت انتقادات لاذعة لعمل البريديين والبريديات وأساسا في مراكش وفاس وطنجة وأكادير. وتساءل نورالدين سليك الكاتب العام للجامعة الوطنية للبريد والاتصالات، الاتحاد المغربي للشغل، ما إن كانت هناك فعلا جهة تقبل بمسؤول من هذا النوع يهدد باسمها المستخدمات والمستخدمين حيث دعا مدير القطب المذكور في رسالته، مديري المنطقتين الشمالية والجنوبية والمدراء الجهويون والموارد البشرية والعلاقات الاجتماعية، إلى "مزيد من الصرامة وعدم التسامح تجاه بعض الأفعال اللامسؤولة لبعض مستخدمينا الذين لم يفهموا بعد أننا بنك تقارن أعماله مع باقي الأبناك" مضيفا أن "الذي لا يريد أن يفهم أن الزبون هو مصدر مدخولنا فليغادرنا" وقال سليك معلقا على هذه العبارة "إن أي موظف أو مستخدم يرتكب خطأ ما أثناء أدائه لعمله يخضع لمساطر وإجراءات إدارية حيث يوجد في السلم الإداري المجالس التأديبية التي تتخذ القرارات الزجرية في حق أي موظف أو مستخدم ولا مسوغ لعبارة فليغادرنا". وأوضح سليك، في تصريح ل"النهار المغربية"، أن موضوع تدني رقم المعاملات في المصالح المالية ينبغي أن يسأل عنه المدير المذكور، وقد شهد هذا الرقم تراجعا ملحوظا، ولم يفوت سليك الفرصة ليتساءل عن الإضافة النوعية للأطر المتعاقدة مع بريد المغرب ومنها المدير المذكور ومدراء بعض الجهات المتهمة بالتفريط". من جهة أخرى أكد المجلس الوطني للجامعة الوطنية للبريد والاتصالات أن هذه الرسالة (الإدارية) تعتبر سابقة خطيرة لا يمكن السكوت عليها، خصوصا الفقرة التي يطالب فيها مدير قطب الجمهور الكبير وباللغة الفرنسية من البريديات والبريديين مغادرة المؤسسة " qu'ils nous quitte "à كما كتبت. ويذكر مدير قطب الجمهور الكبير بأن مؤسسة بريد المغرب مؤسسة وطنية عمومية وليست ضيعة خاصة حتى يقوم بطرد وتوظيف من يشاء ومتى يشاء حسب هواه ومزاجه". واعتبر "أن لبريد المغرب تاريخ وثقافة وهو مؤسسة وطنية اجتماعية مبنية على القانون والأعراف والأخلاق أما الأسلوب الذي استعمله هذا "المسؤول" يعتبر سلوكا نشازا ودخيلا على مدرسة البريد المعروف رجالها ونسائها عبر التاريخ بالصدق والأمانة والإخلاص والوفاء والتضحية والنضال وبالتنمية الاجتماعية والاقتصادية الحقيقية لبلادنا، وما نسبة النمو ب 10.03 بالمائة التي عرفها قطب البريد كأعلى وأول نسبة تطور على المستوى الدولي لخير دليل على أن الأسرة البريدية بخير وتنتج وتتطور وان الخلل والفساد والتراجع وعدم الجودة دخيل على المؤسسة مع الدخلاء عليها، والدليل الواضح والساطع هو مقارنة ما بين أرقام قطب البريد وقطبي الجمهور الكبير والإرساليات".