وجه الملك محمد السادس, بمناسبة تخليد اليوم العالمي لمساندة الشعب الفلسطيني الاثنين, رسالة إلى السيد بول بادجي رئيس لجنة الدفاع عن الحقوق الشرعية للشعب الفلسطيني. وجدد الملك, في هذه الرسالة, التأكيد على دعم جلالته الكامل والموصول للرئيس الفلسطيني محمود عباس, وللسلطة الوطنية الشرعية, وكذا لمبادراته البناءة من أجل إحقاق الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني ودعم موقفه التفاوضي. وأضاف جلالة الملك أنه "من منطلق الأمانة الملقاة على عاتقنا, بصفتنا رئيسا للجنة القدس, فإننا سنواصل جهودنا الدؤوبة, سواء مع القوى الفاعلة في المجتمع الدولي, ولا سيما مع الرباعية الدولية, أو من خلال برامج ومشاريع وكالة بيت مال القدس الشريف, لدعم صمود إخواننا المقدسيين, وذلك من أجل الحفاظ على الهوية العربية والإسلامية, والخصوصيات الحضارية والتاريخية لمدينة القدس الشريف, باعتبارها فضاء للتسامح والتعايش بين كافة الأديان السماوية". وفي ما يلي نص الرسالة الملكية السامية : " الحمد لله وحده, والصلاة والسلام على مولانا رسول الله وآله وصحبه, سعادة السيد بول بادجي, رئيس لجنة الدفاع عن الحقوق الشرعية الشرعية للشعب الفلسطيني, حضرات السيدات والسادة, يطيب لنا, بمناسبة تخليد اليوم العالمي لمساندة الشعب الفلسطيني, أن نعرب لكم ولأعضاء لجنتكم الموقرة, عن بالغ شكرنا وتقديرنا للجهود المتواصلة, التي ما فتئتم تبذلونها في المحافل الإقليمية والدولية, دفاعا عن الحقوق الثابتة وغير القابلة للتصرف للشعب الفلسطيني الشقيق. كما نود التنويه في هذا السياق, بإسهامات كل الذين يعملون من أجل نصرة القضية الفلسطينية العادلة, ودعم الحقوق الشرعية للشعب الفلسطيني, وفي مقدمتها إقامة دولته المستقلة, وعاصمتها القدس الشريف, وهو ما يجعل لجنتكم تحظى باحترام وتقدير كل محبي وأنصار الحرية والأمن والسلام في العالم. وما حرصنا على التواصل المستمر مع لجنتكم الموقرة, إلا تأكيد على محورية القضية الفلسطينية, ومكانتها في صدارة اهتماماتنا, دعما منا للشعب الفلسطيني الصامد, في سبيل حقه المشروع في وطن مستقل, يصون كرامته الإنسانية, ويحفظ هويته الثقافية والحضارية وإيمانا منا بأن خيار السلام يظل هو النهج الصحيح الكفيل وحده بتمكين كافة شعوب المنطقة قاطبة, من تجاوز أسباب التوتر, ما فتئنا ندعو إلى اعتماد أسلوب التفاوض ومنطق الحوار الجاد, وفق مقتضيات الشرعية الدولية والاتفاقيات الموقعة بين الأطراف المعنية, وكافة المبادرات السلمية البناءة, وفي طليعتها مبادرة السلام العربية, وخارطة الطريق, بما يفضي إلى إيجاد حل عادل ودائم وشامل لقضية الشرق الأوسط. وأمام استفحال الأوضاع بالمنطقة, جراء التعنت الإسرائيلي, فقد بات لزاما على المجتمع الدولي, التحرك بفعالية, وفق جدول زمني محدد, لإخراج مسلسل السلام من المأزق الراهن, تفاديا لتصاعد دوامة التوتر والعنف, ولوضع حد للاحتلال الاسرائيلي للأراضي العربية وإنهاء مأساة الشعب الفلسطيني. ونود التأكيد من هذا المنبر, على دعمنا الكامل والموصول لأخينا المبجل فخامة الرئيس محمود عباس, وللسلطة الشرعية, وكذا لمبادراته البناءة من أجل إحقاق الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني ودعم موقفه التفاوضي, واثقين بأن السبيل إلى ذلك يمر حتما عبر رص وحدته الوطنية, والتسامي عن كل أسباب الفرقة والشقاق, وجعل قضيته العادلة فوق كل الاعتبارات. ومن منطلق الأمانة الملقاة على عاتقنا, بصفتنا رئيسا للجنة القدس, فإننا سنواصل جهودنا الدؤوبة, سواء مع القوى الفاعلة في المجتمع الدولي, ولا سيما مع الرباعية الدولية, أو من خلال برامج ومشاريع وكالة بيت مال القدس اللشريف, لدعم صمود إخواننا المقدسيين, وذلك من أجل الحفاظ على الهوية العربية والإسلامية, والخصوصيات الحضارية والتاريخية لمدينة القدس الشريف, باعتبارها فضاء للتسامح والتعايش بين كافة الأديان السماوية. ونغتنم هذه الفرصة السانحة, لدعوة المجتمع الدولي والمؤسسات المانحة لتقديم المزيد من الدعم المالي والاقتصادي والإنساني, لتمكين الشعب الفلسطيني من تحقيق تطلعاته المشروعة, وفي مقدمتها إقامة دولته المستقلة, وعاصمتها القدس الشريف, دولة كاملة السيادة, وقابلة للحياة, تعيش جنبا إلى جنب مع دولة إسرائيل, في أمن ووئام وسلام, لما فيه خير واستقرار كافة شعوب المنطقة.وإذ نهيب بكم لمواصلة جهودكم من أجل نصرة القضية العادلة للشعب الفلسطيني الشقيق, فإننا ندعو الله تعالى أن يلهمكم التوفيق والسداد ".