بحضور الرئيس الفلسطيني محمود عباس وتحت رعاية جلالة الملك، افتتحت صباح أمس الأربعاء بالرباط، أشغال ملتقى القدس الدولي، الذي تنظمه وكالة بيت مال القدس. وتميزت الجلسة الافتتاحية لهذا الملتقى، الذي يقام بتعاون مع مؤسسة ياسر عرفات، بالرسالة الملكية للمشاركين، والتي تلاها وزير الشؤون الخارجية والتعاون الطيب الفاسي الفهري. وفي هذه الرسالة دعا جلالة الملك محمد السادس، رئيس لجنة القدس، المجتمع الدولي إلى الضغط على إسرائيل «للتخلي عن ممارساتها العدوانية ضد الشعب الفلسطيني الأعزل، وحملها على العودة الفورية إلى طاولة المفاوضات والالتزام بالمقررات الأممية والاتفاقات المبرمة بين الأطراف المعنية، والعمل الصادق على إيجاد حل عادل ودائم ونهائي لهذا النزاع». ووجه جلالة الملك، بالمناسبة، نداء إلى كل الإرادات الحسنة من أجل التحرك العاجل، قصد خلق تحالف عالمي بين كل القوى الملتزمة بالسلام والضمائر المؤمنة بقيم التسامح والتعايش لإنقاذ مدينة السلام ومهد الأديان السماوية. وذكر جلالة الملك بأنه ما فتئ يعبر عن إدانته لكل الممارسات الإسرائيلية العدوانية، وسياستها الاستيطانية ومشاريعها التوسعية، باعتبارها تشكل إخلالا جسيما بالأوضاع والتوازنات السكانية والعمرانية في القدسالمحتلة، ولتماديها في نهج سياسات الهدم والضم، ومصادرة الأراضي والممتلكات والترحيل والعزل، والحرمان من حق ولوج أماكن العبادة في انتهاك صارخ للشرائع السماوية والمواثيق الدولية. وعبر جلالة الملك، أيضا، عن عزمه مواصلة الاتصالات «مع كل أصدقائنا وشركائنا، لإخراج عملية السلام من حالة الاحتقان التي تواجهها، جراء العراقيل التي تثيرها إسرائيل، أمام إطلاق مفاوضات بناءة، تؤسس فعليا لحل دائم وشامل، تتبوأ فيه قضايا الوضع النهائي، ولا سيما القدس، مكانة محورية وحاسمة، مؤكدين رفضنا لأي تسوية جزئية، ذات طابع إجرائي محدود». كما أكد جلالة الملك دعمه للرئيس محمود عباس وللسلطة الوطنية الفلسطينية الشرعية، ملحا جلالته على أن الوحدة الوطنية واستقلالية القرار الفلسطيني، هما السبيل الوحيد لضمان القدرة التفاوضية اللازمة من أجل إحقاق الحقوق الفلسطينية. ومن جهته، أكد الرئيس الفلسطيني محمود عباس أن الوضع في القدس الشريف خطير جدا، جراء ممارسات وانتهاكات المتطرفين التي تتم تحت غطاء رسمي إسرائيلي. وأضاف الرئيس الفلسطيني، في كلمة خلال الجلسة الافتتاحية لهذا الملتقى، أن هذه الانتهاكات التي تطال المقدسات والشجر والحجر، تهدد الاستقرار في المنطقة والعالم. وقال إن السلام الذي يستجيب للحقوق الفلسطينية وفق التزامات القانون الدولي، يبقى الهدف الأسمى للفلسطينيين.