انخفض العدد الرسمي لسكان اسبانيا العام الماضي للمرة الاولى منذ بدء الاحتفاظ بسجلات بعدما فر المهاجرون من الركود الذي أدى الى ارتفاع حاد لمعدلات البطالة. وقال المعهد الوطني للاحصاء يوم الاثنين ان عدد السكان انخفض 206 الاف ليصل الى 1ر47 مليون نسمة وان هذا الانخفاض يعود كله تقريبا الي تراجع عدد السكان الاجانب المسجلين. وهذه هي المرة الاولى التي يتراجع فيها عدد السكان في الاحصاءات الرسمية منذ بدء الاحتفاظ بسجلات في 1857 على الرغم من أنه حتى عام 1998 كانت الارقام تنشر تقريبا كل عشر سنوات وليس سنويا. وتعاني اسبانيا وجنوب أوروبا أزمة اقتصادية ومالية. وخلال فترة ازدهار اقتصادي طويلة انتهت فجأة في 2008 توافد المهاجرون الذين يتحدثون الاسبانية من الاكوادور وكولومبيا وبوليفيا الى اسبانيا للعمل في قطاع التشييد. وبين عامي 2000 و2010 تضخم عدد المهاجرين من 924 ألفا الى 7ر5 مليون. لكن الركود اصاب قطاع التشييد اذ أدى انفجار فقاعة المساكن وخفض الانفاق الحكومي في محاولة لتحقيق الاهداف الصارمة لخفض عجز الموازنة التي فرضتها المفوضية الاوروبية الى الضغط على الاقتصاد بشكل أكبر. كما قفز معدل البطالة الى 26 بالمئة وعاد كثير من المهاجرين الى بلدانهم.وقال المعهد الوطني للاحصاء ان أكبر انخفاض في اعداد المقيمين الاجانب المسجلين كان من أمريكا الجنوبية لاسيما من الاكوادور وكولومبيا.