يوجه متابعو الدوري المغربي اليوم الخميس بوصلتهم نحو ملعب محمد الخامس بالبيضاء الذي سيحتضن في تمام الساعة السابعة مساء كلاسيكو الكرة المغربية بين الرجاء الرياضي المتصدر و ضيفه المطارد الجيش الملكي في إطار الجولة الثالثة و العشرون من الدوري المغربي للمحترفين. مواجهة حارقة بست نقاط الُمباراة تكتسي أهمية بالغة ستُعبد الطريق نحو اللقب للفائز بها،و يدخل النسور الخضر المقابلة بهدف ضرب عصفورين بحجر واحد،إذ يطمحون إلى إلى توسيع فارق النقاط مع المطارد و ابتلاع مرارة الخروج المخيب من قبل نهائي كأس الإتحاد العربي للأندية و الهزيمة المدوية أمام المغرب التطواني في الجولة السابقة،كلها مساعي ستشهد مساندة من طرف أكثر من 50 ألف مشجعرجاوي سيسطفون في المدرجات. رفاق المهاجم محسن ياجور،سيخوضون اللقاء و هم مدججون بجميع أسلحتهم الممثلة في العنصر البشري الذي لن يعرف أية غيابات،ما سيتيح للمدرب امحمد فاخر هامشا كبيرا من الإختيار،و يُنتظر أن يعتمد في تنشيطه الهجومي على الثلاثي عبد الإله حفيظي و ياسين الصالحي و حمزة بورزوق،من خلفهم محسن متولي الذي يتوقع أن يضطلع بدور صانع الألعاب،كما يحتوي الفريق على عدة لاعبين "جوكر" الذين قد يُزجُ بهم في أية لحظة من قبيل مجيد الدين و شمس الدين الشطيبي. على نقيض منافس اليوم،يأتي ممثلو القلعة العسكرية من نتائج مُبهرة بصموا عليها طيلة الشطر الثاني للموسم الحالي،بتحصيلهم لخمس انتصارات مُتتالية في الدوري المحلي و اقتناصهم خلال الأسبوع المنصرم تذكرة المرور إلى دور ثمن النهائي من كأس الإتحاد الإفريقي من قلب مدينة بنغازي الليبية بعد تعادلهم أمام فريقها المحلي النصر الليبي في مباراة مشحونة و عصيبة. و رغم حرمانهم من خدمات سقاءهم صلاح الدين السعيدي بداعي الإيقاف،يمتلك العساكر عتادا بشريا نجحوا بفضله في كتابة سطور التألق و التميز هذا الموسم،و بنسبة كبيرة سيدخل النادي العسكري بماكينة هجومية مكونة من رأس الحربة مصطفى العلاوي إضافة إلى كل من صلاح الدين عقال و يوسف القديوي،فيما تبدو مشاركة الجناح المُتألق يوسف أنور في الشوط الثاني مرجحة لما يمتلكه هذا اللاعب من نزعة هجومية قد تغير منحى المباراة على حين غرة. ترتيب الفريقان و موعد المباراة يؤججان حدة الصراع صدام البيضاء-الرباط ينطوي على سيل من التوابل التي لن تزيد مُجرياته إلا احتداما و إثارة،و من أهمها مركز الناديين في جدول الترتيب الذي يعكس الأداء المُتميز الذي قدماه منذ بداية الموسم،حيث يحتل الرجاء الصدارة ب 48 نقطة حصدها من 14 فوزا و 6 تعادلات،فيما لم ينقض الفريق للخسارة إلا في مناسبتين،إحداهما في الجولة السابعة أمام حسنية أكاديربملعب هذا الأخير و الأخرى على يد المغرب التطواني على أرضية ميدان سانية الرمل في المرحلة السابقة أي 22. في المقابل،تجلس الكتيبة العسكرية على كرسي المطاردة بعدد نقاط بلغ 45 نقطة جنتها من 13 انتصارا و 6 تعادلات مع تجرعها طعم الخسارة في مباراتين فقط،اُمام قطبي العاصمة العلمية وداد فاس و المغرب الفاسي اللذان أطاحا بالعساكر على التوالي في الأسبوعين الثامن و الخامس عشر،علما أن بحوزة النادي العسكري مباراة ناقصة أمام وداد فاسبالرباط عن الجولة 22. و سيعرف اللقاء اصطداما بين أقوى هجوم في الدوري و هو الرجاء الذي زار شباك الخصوم في 41 مناسبة و ثاني أقوى دفاع مُمثلا في الجيش الملكي الذي لم يدخل مرماه سوى 13 هدفا متأخرا عن الوداد البيضاوي القوة الدفاعية الأولى بهدف وحيد،الأمر الذي سيجعل المواجهة منفذا يبرهن منه الناديان على شراستهما الدفاعية و الهجومية التي تميزا بها طيلة الموسم الحالي. و سيرا على نهج المباريات السابقة،فضل الفريقان قص شريط المُقابلة قبل إطلاق صفارة البداية إذ كثر اللغط و ساد الشد و الجذب علاقتهما في الأيام القليلة الأخيرة بتصريحات من هذا الطرف و ذاك حول موعد المواجهة الذي شكل بؤرة الخلاف،بعد مطالبة الجيش بتأجيل اللقاء على إثر تأخر عودته من الديار الليبية و تمسك الرجاء بموعد المباراة مبررا قراره ببيع جزء مهم من التذاكر،ليرضي الإتحاد المغربي في آخر المطاف الخواطر و يبرمج المقابلة يوم الخميس بعدما كان مقررا إجراؤها الأربعاء. الماضي القريب يرجح كفة الرجاء فضلا عن تفوقهم في عدد النقاط على ضيفهم الرباطي،يمتلك ممثلو العاصمة الإقتصادية الأفضلية على مستوى سجل المواجهات الأخيرة التي جمعتهم بأبناء عبد الرزاق خيري،حيث انتزع الخضر الفوز في ثلاث مناسبات من آخر خمس مقابلات،آخرها المباراة التي أهدتهم لقب كأس العرش عبر ضربات الترجيح في السنة المنصرمة،سجل سيقذف حتما الضغوط إلى معترك الفريق العسكري الذي لم يعرف الفوز على نظيره البيضاوي منذ بحر شهر يناير 2011.غير أن التاريخ لا يدير ظهره كلية للزوار و يحتفظ ببعض الذكريات الجميلة التي يمكنهم التسلح بها في حوار اليوم،و يرجع أثمن انتصار حققه العساكر بملعب محمد الخامس إلى سنة 2005 حينما قلبوا الطاولة على الرجاء و تداركوا فارق النقطتين في آخر جولات الدوري بهدفين سجلهما المهاجم أرمومن ليقود فريقه للظفر باللقب من قلب البيضاء أمام أكثر من 60 ألف مناصر رجاوي.