وجهت قناة الجزيرة مرة ثانية وفي ظرف وجيز صفعة أخرى إلى مصطفى الخلفي، وزير الاتصال الناطق الرسمي باسم الحكومة، الذي هرول بخطى جد مسرعة نحو القناة قصد عودتها للعمل في المغرب، ضاربا عرض الحائط كل التنبيهات التي وجهت إليه، بحكم أن القناة المذكورة ليست قناة إخبارية وإنما هي منظومة سياسية تمارس الضغط على الأنظمة والدول، مع العلم أن المغرب لم يكن يوما ما ضد عمل القنوات الإعلامية فوق أرضه لكن بشرط احترام قواعد وأخلاقيات الصحافة وعلى رأسها الموضوعية وليس المعاداة، وكان المغرب أول بلد عربي يفتح للجزيرة مكتبا بالرباط يبث نشرة كاملة. وبعد أسبوع من بث شريط في قناة الجزيرة الإنجليزية، عن الأقاليم الصحراوية منحاز لأطروحة البوليساريو، عادت قناة الرأي الواحد في الحصاد المغاربي ليوم الثامن من الشهر الجاري لتنجز تقريرا كله كذب وتأليب ضد المغرب، حيث أشارت إلى الندوة الصحفية التي نظمتها حركة 20 فبراير، مركزة على تصريحات نشطائها الذين أشاروا إلى أن أجهزة الأمن غيرت من قناعها وبدأت تلفق التهم الجنائية أو الطرد من العمل معرجة على قضية الناشط الذي حوكم بسنة سجنا نافذا بتهمة حيازة المخدرات والاتجار فيها وممارسة العنف. هل نسيت قناة الجزيرة أن حركة 20 فبراير، تحولت إلى ملاذ لكل مروجي المخدرات والخارجين عن القانون، بعدما فشلت في جمع حتى 100 شخص للاحتجاج على ما أسمته الحركة أوضاعا سياسية واجتماعية صعبة، حيث ظلت الحركة خاصة في شهورها الأخيرة تكتفي بعدد من المراهقين والأطفال، والمشبوهين من ذوي السوابق في تجارة وترويج المخدرات، الذين يبحثون عن ملاذ يحتمون به، باسم النضال، مع أن دورهم الأساسي في الحركة، هو تصطيل أعضائها ومنحهم ما يحتاجونه من مخدرات، وهو الأمر الذي ينطبق على المقنع الذي منحته الحركة، وضعا اعتبره كثير من المراقبين والمهتمين مستفزا، إذ كيف يعقل أن يتحول "بزناس" معروف في الرباط وله الكثير من المغامرات أمام أبواب المدارس والثانويات إلى مناضل يلهب حماس شبابنا، وهو الذي تعود على تخدير عقولهم، ودفعهم إلى ارتكاب المعاصي والموبقات. هذا هو الشاب المناضل في نظر الجزيرة الذي حوكم بسنة سجنا نافذا، وهذه هي الجزيرة التي يهرول الخلفي نحوها.