ما هي خلفيات تأكيد هيلاري كلينتون، كاتبة الدولة في الخارجية الأمريكية،على عدم تغير الموقف الأمريكي من قضية الصحراء؟ ولماذا في هذا الوقت ومن مراكش بالذات؟ أكدت كلينتون بمراكش, أنه لا تغيير في موقف الولاياتالمتحدة من قضية الصحراء .وقالت كاتبة الدولة الأمريكية في معرض ردها على سؤال حول مقترح الحكم الذاتي في الصحراء الذي تقدم به المغرب, أنه "من المهم بالنسبة لي أن أجدد التأكيد, هنا بالمغرب, على أنه لا تغيير في سياسة الولاياتالمتحدة " في ما يتعلق بقضية الصحراء. تصريحات كلينتون جاءت في ظرفية خاصة. ظرفية تميزت بمحاولات التشويش على الموقف المغربي وعلى المفاوضات بشأن الصحراء. ظرفية تميزت بمحاولة من يسمون انفصاليي الداخل بخرق جدار الوحدة الوطنية عن طريق السفر إلى مخيمات تيندوف واللقاء مع قادة البوليساريو ومع مسؤولي المخابرات العسكرية الجزائرية. ولم يمر التصريح المؤكد على الموقف الأمريكي دون دلالات رمزية. حيث أطلقت كلينتون عباراتها من مراكش. مراكش عاصمة الدولة المرابطية. والمرابطون، دولة إسلامية حكمت شمال غرب إفريقيا والأندلس ما بين أعوام 1056-1060 ميلادية حتى العام 1147 ميلادي. امتد حكمها من شمال غرب إفريقيا إلى شبه الجزيرة الإيبيرية وجنوب الصحراء. اتخذت من فاس عاصمة لها بين 1056-1086م ثم انتقلت العاصمة إلى مراكش منذ 1086م. التصريح جاء من عاصمة الدولة الجامعة. فالمغرب ظل دائما متشبثا بالجماعة وضد الفرقة والكيانات القزمية المفتعلة. كما أن هذا التصريح جاء في ندوة تم تنظيمها على هامش منتدى المستقبل، المنعقد بمراكش، المنتدى الذي جمع وزراء خارجية مجموعة الثمانية والشرق الأوسط الكبير وشمال إفريقيا. منتدى يسعى إلى كيانات كبرى لا كيانات ممزقة كما ترغب في ذلك الدولة الجزائرية وخصوصا الأمن العسكري المتحكم في دواليبها. الموقف الأمريكي ضرب في العمق المحاولات اليائسة للتشويش على المفاوضات الجارية بين أطراف النزاع،والتي توجها المغرب بطرح مشروع الحكم الذاتي للمناطق الجنوبية، ومن بين محاولات التشويش الزيارة الممسرحة لسبعة من انفصاليي الداخل لتيندوف واللقاء بالمخابرات العسكرية الجزائرية. ومن بين أدوات التشويش الحوار المهزلة الذي أجرته قناة الجزيرة المعادية للموقف المغربي مع زعيم جبهة البوليساريو،والذي حاولت من خلاله استغلال حدث الاعتقال للتأثير على الموقف المغربي لكن خاب ظنهم لأن الزعيم الدمية لم يستطع التأثير في الرأي العام نظرا لأن أطروحاته مهزوزة أصلا.