وجهت حركة التوحيد والإصلاح رسالة إلى الشعب المغربي عن طريق القيادي محمد بولوز من خلال مقال على موقعها الإلكتروني تحت عنوان " رأي الشرع في الاحتفال بالسنة الميلادية" ووصفته بالمقال المميز كما استدعت شخصا نعتته بالسوسيولوجي ليقرر في تصريح للموقع أن "احتفالات رأس السنة تبعية وتقليد للغرب يتحمل مسؤوليتها الآباء والإعلام" مع العلم أنه لم يذكر كيف تمكن من الوصول إلى هذه الخلاصة عن طريق الدرس السوسيولوجي. واعتبر بولوز في مقاله أن الاحتفالات برأس السنة الميلادية تراجعت مع الصحوة الإسلامية والمقصود بها تقدم الحركة الإسلامية، التي تعتبر هذه الاحتفالات من البدع المنكرة ومنها من يحرم أيضا الاحتفال بالمولد النبوي وخصوصا الحركات ذات التوجه الوهابي المحض. وقال بولوز "يظهر مع تقدم الصحوة الإسلامية بداية انحصار الاحتفالات بالسنة الميلادية، فمن يستحضر ما كان يحدث في بلادنا في هذا المجال على واجهات المحلات التجارية وأمام مختبرات التصوير من تزاحم الأطفال لأخذ صور مع من يرتدي بذلة حمراء يحاكي فيها "بابا نويل" وما يجري في الليالي القريبة من رأس السنة من مهرجانات وصخب وخمور، والتبادل الكثيف للتهاني بالمناسبة، يدرك فعلا أن هناك تحولا ملموسا في اتجاه التعامل مع الظاهرة، غير أن استمرار فئات بعينها وأفراد هنا وهناك يستوجب البيان والتذكير بالحكم الشرعي". وأضاف "هذه الاحتفالات لا يمكن إدراجها في مجرد العادة والعرف، بل هي مراسم لها صلة قوية بعقيدة النصارى ودينهم، فقد حدث في زمن النبوة بعد دخول النبي صلى الله عليه وسلم المدينة مهاجرا إليها أن وجد الناس يحتفلون بيومين خاصين بهما في الجاهلية، فلم يمر على الأمر مرور الكرام ولم يعتبر ذلك مجرد عادة يمكن أن يضيف إليها عادات إسلامية جديدة أو أعيادا أخرى تضاف إلى أعيادهم بل أوقف ذلك وأعطاهم بديلا جديدا يميزهم كأمة وكيان مستقل". وختم مقاله قائلا " المرء العاقل لا ينبغي له أن يبدأ "عامه الجديد" بمعصية ربه والسقوط في مخالفة شرعه، فمن كيد الشيطان ببني آدم أن يغويهم في بداية أعمالهم حتى يضمن النهايات، ولهذا أمرنا في ديننا أن نبدأ باسم الله مختلف أعمالنا مهما كان شأنها حتى تطبعها البركة والتوفيق، وتتحرر من كيد إبليس وأعوانه". يقول العثيمين، وهو من الشيوخ المعتبرين لدى الوهابية المغربية ومن بينها التوحيد والإصلاح، " لا يجوز للمسلم ولا المسلمة مشاركة النصارى أو اليهود أو غيرهم من الكفرة في أعيادهم بل يجب ترك ذلك لأن من تشبه بقوم فهو منهم والرسول عليه الصلاة والسلام حذرنا من مشابهتهم والتخلق بأخلاقهم فعلى المؤمن وعلى المؤمنة الحذر من ذلك ولا تجوز لهما المساعدة في ذلك بأي شيء لأنها أعياد مخالفة للشرع فلا يجوز الاشتراك فيها ولا التعاون مع أهلها ولا مساعدتهم بأي شيء لا بالشاي ولا بالقهوة ولا بغير ذلك كالأواني وغيرها ولأن الله سبحانه يقول وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان واتقوا الله إن الله شديد العقاب فالمشاركة مع الكفرة في أعيادهم نوع من التعاون على الإثم والعدوان".