سناء بنصري بفضل ثقتها في قدرة النساء على النجاح في أي زمان ومكان, واقتناعها بأن الهجرة ليست دائما هروبا من واقع غير مرض, بل نقطة انطلاق لتحقيق ما تعذر بلوغه في الوطن الأم, استطاعت السيدة مليكة الزين أن تشق طريقها بنجاح في عالم الأعمال والاستثمار بكندا. من مواليد سنة 1964 بالدار البيضاء, وحاصلة على إحازة في العلوم الرياضية, بدأت مليكة, رئيسة شبكة سيدات الأعمال المغربيات بكندا, وأم لطفل واحد, مسارها المهني من مدينة تطوان, حيث أسست سنة 1994 مدرسة "داتا سكول" للمعلوميات والسياحة والإلكترونيك. وبما أن الانطلاقة كانت موفقة, أسست السيدة الزين سنة 1997 إلى جانب نساء أخريات جمعية النساء المقاولات بشمال المغرب, وعقدت في إطارها شراكات مع النساء المقاولات بتولوز (فرنسا) وقاديس (إسبانيا), وشاركت في لقاءات في الأردن, كما كانت من مؤسسات جميعة النساء رئيسات المقاولات. تقول السيدة مليكة, التي تشارك في المؤتمر الدولي الثامن للاتحاد المستثمرات العرب الذي تحتضنه الصخيرات ما بين 28 و30 أكتوبر الجاري, أنها اتخذت خطوة حاسمة في مسارها المهني عندما قررت الهجرة إلى كندا بعد أن شاركت في بعثة اقتصادية إلى هذا البلد واطلعت على الإمكانيات الهامة التي يتيحها في مجال المقاولات بالخصوص, فاختارت أن تدخل هذا العالم من أوسع أبوابه. ولتحقيق هذه الغاية, وإيمانا منها بالأهمية القصوى التي يكتسيها التكوين لضمان نجاح أي مبادرة أو مشروع, ولجت مليكة الفضاء الجامعي ونهلت من منابع العلم والمعرفة لتبدأ رحلتها العملية على خطى ثابتة, وهي التي راكمت تجربة لا يستهان بها في المغرب, حيث تخصصت في مجال تسيير المقاولات. شكل هاجس تأطير النساء المغربيات دافعا لمليكة من أجل الاستمرار على درب العمل الجمعوي والمقاولاتي, فأسست ملتقى سيدات الأعمال المغربيات بكندا الذي تحول بعد ذلك إلى شبكة لسيدات الأعمال المغربيات بكندا تضم حوالي 300 امرأة تعملن في مجالات مختلفة, يحدوهن طموح مشترك يكمن في إبراز كفاءتهن ونقل ما اكتسبنه من خبرة إلى بلدهن الأصلي. إن أهم خاصية ينبغي أن تتوفر في المرأة حتى تتذوق طعم النجاح, تؤكد هذه المقاولة, هي الثقة, فمن خلال إيمانها بقدراتها, تستطيع المرأة أن تبلغ مطامحها وتبرز كفاءاتها في أي مجتمع مهما كانت رؤيته للمرأة, ومهما كانت الصعوبات والعراقيل. ولا تقلل أم أيوب من شأن نجاح المرأة في بيتها, بل تعتبره عاملا موازيا وضروريا لغنى المسار المهني, إذ لا يمكن الانطلاق في الحياة العملية على حساب الحياة العائلية. فمليكة التي توثر على نفسها الاستفادة من أوقات فراغ تمارس فيها هواياتها, لا تبخل على أسرتها بالرعاية والحنان, إذ تعمل جاهدة على الحفاظ على تماسك أسرتها, بمساعدة ودعم زوجها, من أجل الحفاظ على الطابع الأصيل لفن العيش والمطبخ المغربيين, في بلاد المهجر.وتقديرا لجهودها ومبادراتها للارتقاء بأنشطة النساء المقاولات المغربيات داخل النسيج الاقتصادي الكندي, اختارت الحكومة الكندية السيدة مليكة الزين للاستفادة من دورة تكوينية في المجال السياسي, جعلتها تتطلع إلى اقتحام عالم السياسة لخدمة نساء بلدها عن طريق الولوج إلى مراكز القرار, وهو العالم الذي ستقتحمه بنفس العزيمة والإصرار.