باعتمادها مناهج تكوين تستجيب للتحولات التكنولوجية المتسارعة وانفتاحها على العالم٬ استطاعت أكاديمية محمد السادس للطيران المدني٬ التي تستعد لتطفئ شمعتها الثانية عشرة في شهر أكتوبر المقبل٬ أن تجد لها موقعا من بين المؤسسات العالمية الرائدة في مجال التكوين في علوم الطيران والهندسة المطارية. وقد جاء إحداث هذه المؤسسة٬ التي دشنها صاحب الجلالة الملك محمد السادس في 26 أكتوبر 2000٬ للاستجابة لحاجيات المكتب الوطني للمطارات وشركائه على الصعيد الوطني من الكفاءات المؤهلة من خلال تقديم تكوين ذي جودة في مختلف فروع وتخصصات الطيران المدني (مراقبون جويون٬ تقنيون٬ مهندسون). وتمكنت الأكاديمية٬ منذ تأسيسها وإلى غاية اليوم٬ من تخريج مئات المراقبين الجويين والمهندسين يمثلون مختلف التخصصات من قبيل الهندسة المعلوماتية والاستغلال الجوي والهندسة الالكترونية والاتصالات والهندسة الصناعية. وتضم هذه الأكاديمية٬ التي أحدثها المكتب الوطني للمطارات بشراكة مع المدرسة الوطنية للطيران المدني بتولوز و(تاليس إينيفيرسيتي) بباريس٬ والتي يوجد مقرها في قلب تيكنوبول المطار الدولي محمد الخامس٬ أربعة معاهد للتكوين المتخصص تشمل معهد خدمات النشاط الجوي٬ ومعهد أنظمة السلامة الجوية٬ ومعهد تدبير الطيران٬ ومعهد أمن الطيران المدني الذي يعتبر مركزا جهويا لتنظيم الطيران المدني. وتطمح هذه المؤسسة٬ التابعة لوزارة التجهيز والنقل٬ والتي تحمل -حسب مسؤوليها- مشروعا بيداغوجيا طموحا ومبتكرا يجمع بين التكوين والبحث والانفتاح على الثقافة العالمية٬ إلى ترسيخ مكانتها كقطب بامتياز ورائد عالمي في مجال هندسة الطيران والتكوين في الطيران المدني. وضمن هذا الإطار يندرج مشروع توسيعها عبر بناء داخليتين تصل القدرة الاستيعابية للأولى إلى 20 غرفة فيما تبلغ القدرة الاستيعابية للداخلية الثانية 500 سرير مخصصة للطلبة المهندسين. كما يهم هذا المشروع الطموح٬ الذي سيطلق في 2013 باستثمار إجمالي يناهز 110 مليون درهم٬ إحداث مأوى للطلبة وقاعات للدراسة والتكوين ومطعما ومدرج كبير بهدف الاستجابة للطلب المتزايد على الصعيد الوطني والاقليمي والدولي في مجال التكوين في مهن الطيران المدني. ويشمل كذلك إنشاء مركز للتوثيق ومختبرات ومركز للأمن وقاعة للاستراحة والاجتماعات ومقصف ومكاتب خاصة بهيئة التدريس وملاعب لكرة القدم وكرة المضرب وقاعة للرياضة وفضاء متعدد الوسائط.ويأتي مشروع توسيع أكاديمية محمد السادس للطيران لمواكبة التطور الذي تشهده صناعة الطيران بالمغرب وللاستجابة لطموحات المهنيين في الطيران المدني بجعل هذا القطاع رافعة لتحقيق التنمية المنشودة.