ينظم المركز المغربي للدراسات والأبحاث المعاصرة، الذي يديره مصطفى الخلفي القيادي في حزب العدالة والتنمية ووزير الاتصال، ندوة دولية حول "تدافع وبناء القيم.. السياق الدولي والواقع الإسلامي"، وسيتم تنظيمها بتنسيق مع حركة التوحيد والإصلاح ومجلة البيان السعودية وهي مجلة ذات توجه وهابي واضح، ويشارك فيها على سبيل تأثيت الفضاء عبد الله ساعف وسعيد شبار، رئيس المجلس العلمي ببني ملال والمقرب من التوحيد والإصلاح ومحسوب على الوهابية الأكاديمية عن طريق المعهد العالمي للفكر الإسلامي، إضافة إلى امحمد الطلابي الذي انتقل من اليسار إلى الوهابية، ناهيك عن نخبة من شيوخ ودعاة سلفيين. ومعروف عن المجلة المذكورة أنها ترعى مثل هذه اللقاءات من حيث التمويل ومن حيث المشاركة بالمحاضرات والأفكار، ولم نتأكد ما إن كان مركز الخلفي استعاض عن تمويل المجلة أم لا؟ غير أنه لم يوضح لماذا كان في حاجة إلى تنظيم هذه الندوة بشكل مشترك مع مجلة لا تخفي نزوعاتها الوهابية وبشكل متطرف أحيانا، غير أن بعض المصادر أشارت إلى أن المجلة هي التي تتكلف بمصاريف تنقل وضيافة المشاركين من الخارج. وحسب بعض المهتمين فإن الآية معكوسة لإن المنظم هو مجلة البيان بتنسيق مع المركز والحركة الدعوية، حيث أن المجلة تتوفر على خطة هي جزء من مشروع أكبر يتعلق بالتمدد داخل العالم العربي وخصوصا بعد أحداث الربيع العربي، وتفاديا للإشكالات القانونية حول تنظيم الندوة الدولية فإنها تدخل من جهة المراكز ومنظمات المجتمع المدني. ومجلة البيان، التي يترأس تحريرها الداعية السلفي أحمد بن عبد الرحمن الصويان، هي مشروع أكبر من مجلة حيث تتوفر المجموعة على دار نشر بالقاهرة ومراكز للعمل الخيري المصحوب بالتبشير الوهابي، وهي نوع من الوهابية الأكاديمية المتداخلة مع الوهابية السياسية حيث أنها تتخذ المواقف السياسية في اللحظات المناسبة رغم ادعائها الحياد السياسي، وقد كان الصويان من مدعمي حازم أبو صلاح مرشح الرئاسة المصرية السلفي. ويأتي تنظيم هذه الندوة بعد فشل الخلفي في تمرير دفاتر التحملات المشبوهة التي كانت تخطط لولوج شيوخ السلفية إلى الإعلام العمومي خصوصا أنها كانت تتضمن إلزامية وجود عالم دين في كل برنامج، وتبين أن المقصود هم علماء الدين الوهابيين وليس غيرهم بدليل أن الندوة التي تتناول القيم لم يتم استدعاء علماء المغرب لها باستثناء إثنين محسوبين على التوحيد والإصلاح. وبالتالي فإن الخلفي يضع موقعه الوزاري رهن إشارة الوهابية. ويذكر أن الصويان حضر المؤتمر الرابع لحركة التوحيد والإصلاح وحضر بعض الجلسات المغلقة التي انتُخِب فيها رئيس الحركة ونائباه، ومنسق مجلس الشورى، وأعضاء المكتب التنفيذي.ادريس عدار