قبل إجراء الانتخابات وأثناء الحركات التسخينية قال بنكيران، الأمين العام لحزب العدالة والتنمية، "امنحونا ستة أشهر من الحكم لنظهر لكم مهارتنا في التسيير" وكلاما كثيرا في معناه، وقال إنه بمجرد تعيينه رئيسا للحكومة سيعلن عن مفاجآت سارة، وبعد مرور ستة أشهر رفع الراية البيضاء في وجه الأزمة وذهب مهرولا نحو البنك الدولي قصد الاستدانة. فالخلاصة الحكومية بعد ستة أشهر وما يزيد على تولي بنكيران رئاسة الحكومة تفيد أن هذا الأخير أدخل المغرب في النفق المسدود، ولا مخرج منه إلا بالعودة إلى الوراء أو حفره أماما وفي كلتا الحالتين سيخسر المغرب سنوات من التدبير والتسيير، وكل يوم يضيع منا يؤثر على مستقبل الأجيال المقبلة. بالجملة بنكيران أدخل المغرب في النفق المسدود، وبالعامية التي يحب أن يردد بها نكته الحامضة "ماكايعرفش يحكم" وبلغة الشباب "لا علاقة". بين المغاربة وبنكيران تعاقد سياسي تم من خلال صناديق الاقتراع على أساس تنفيذ البرنامج الذي سطره قبل الانتخابات والإيفاء بالوعود التي قطعها على نفسه، فالعهد الذي بيننا وبينه هو تحقيق الأهداف، وما عدا ذلك فمضيعة للوقت ورهان خاسر حول المقاعد ولعبة الأرقام التي لا تصنع تقدما ولا تؤمن استقرارا. فقد وعد بنكيران بأشياء كثيرة، وهو مطالب اليوم بتحقيقها ولابد له من ذلك، والحكومة معرضة للمحاسبة العسيرة من طرف الشعب والبرلمان وحتى الأجهزة القضائية المختصة، لأن الدستور منحها صلاحيات واسعة وبالتالي فقد ربط المسؤولية بالمحاسبة. لكن بنكيران أخلف وعده ولم يحقق برنامجه، فما العمل؟ هل نعود للوراء؟ هل نحفر النفق من جديد؟ أم ماذا؟ وبعبارة أدق ما هو مصير بنكيران بعد أن فشل في تسيير الحكومة وبعد أن أدخل المغرب إلى النفق المسدود؟ هل نقول له "عفا الله عما سلف" ولم نكن نقصد أن تصبح رئيسا للحكومة فأصبحت أم نقول له إن الربيع العربي "مازال كيتسارى" وقد يعود لزعزعة بنكيران الذي أظهر مراوغة كبرى في الاستفادة منه، لكنه قد يسقطه لأنه يشبه الحاكم بأمره وأبان عن استعلاء وطغيان رهيب. لقد انقضت الستة أشهر وهي المهلة التي طلبها بنكيران "باش يبين حنة يديه"، وبالتالي أصبح كل شيء واضح وأصبح اللعب على المكشوف، حيث أن بنكيران لم يعد يهمه أن يسير الأمور بشكل جيد أم لا لكن تهمه فقط الصفقات والترتيبات التي قد تتم، وبعد انتهاء هذه المدة ووضوح أن بنكيران أدخلنا عصر الكوارث والانهيار الشامل، فما عليه سوى أن يفي بوعده. وما هو وعده؟ لقد طلب بنكيران مدة ستة أشهر لتظهر ثمار عمله وجهاده بمعنى أنه إذا انتهت الستة أشهر وظهر أنه نجح في عمله فعلينا أن نزغرد له ونصفق، أما إذا فشل فعلينا أن نقول له ارحل بكل الوسائل. فهل سيرحل بنكيران أم سيواجهنا بالقانون وصلاحياته الكبيرة وأنه سيقضي خمس سنوات جاثما على أنفاس المغاربة دون حياء؟ لكن الواقع يفرض أن يرحل بنكيران لأن الواقع لم يعد قادرا على تحمل أكثر.