من المرتقب أن تشهد أسعار اللحوم البيضاء موجة ارتفاع خلال الأيام القليلة القادمة بالأسواق المغربية، بعد قرار الجمعية الوطنية لمنتجي الأعلاف المركبة رفع أسعار الأعلاف خلال اجتماع لها انعقد يوم الجمعة 20 يونيو 2012 ونفذته في اليوم التالي، الذي حدد الزيادة في 70 سنتيما دفعة واحدة حيث بلغ الكيلوغرام الواحد 5,10 دراهم بينما كان سعره في وقت سابق لا يتجاوز 4,40 درهما بنسبة زيادة تصل إلى 14 في المائة عن السعر المتداول قبل القرار. وقفز بذلك سعر تكلفة إنتاج الدجاج على سبيل المثال بأسواق الجملة من 12 درهما إلى 14 درهما للكيلوغرام الواحد على أقل تقدير. ووفق ما ذكره عدد من مربي الدواجن ل"النهار المغربية"، فإن ارتفاع أسعار الأعلاف بات يهدد استثماراتهم في هذا القطاع الأمر الذي دفع بعضهم إلى وقف نشاطهم لتآكل هامش الربح الذي كانوا يعوّلون عليه في تجارتهم، مما ينذر بأزمة حادة قد تصل نتائجها إلى كل المتدخلين في هذا القطاع وانعكاس سلبي لأسعار لحوم الدواجن. كما أبدوا استغرابهم من قرار الزيادة المفاجئ وغير المنطقي لأسعار الأعلاف مما سيتسبب في عدم قدرة مشاريع الدواجن على تحمل تلك الارتفاعات من دون رفع الأسعار التي لا تضر بالمستهلك، حتى تستطيع تغطية تكاليف مختلف المشاريع التي تعتمد على الأعلاف المستوردة. ويصف نور الدين النوري عضو المجلس الإداري للجمعية الوطنية لمربي الدواجن، في تصريح له للجريدة، ارتفاع الزيادة الأخيرة في أسعار الأعلاف بأنه مبالغ فيه حيث كانت لا تتجاوز في أسوإ الأحوال 30 سنتيما، مما سيسهم بالتبعية في ارتفاع أثمان اللحوم البيضاء، خصوصا مع الظرفية التي اتخذ فيها القرار الانفرادي لهذه الزيادة الصاروخية الذي تتزامن وحلول فصل الصيف التي تكثر خلاله المناسبات العائلية وشهر رمضان الأبرك، حيث من شأن ذلك أن يزيد من معاناة الأغلبية الساحقة من المغاربة بلهيب ارتفاع الأسعار في مواد التغذية والنقل، ويؤثر سلبا على القدرة الشرائية للمستهلك المغربي من هذه المادة الحيوية. متمنيا ممن يهمهم أمر حماية المستهلك التدخل لوقف مثل هذه التصرفات خصوصا وأن الزيادة المهولة تمت دون اتفاق بين الجمعيات المهنية المنضوية تحت لواء ''فيدرالية بيمهنيمة لقطاع الدواجن''. كما أضاف في تصريحه، أن مربي الدواجن يأملون مراقبة الأسواق ومتابعتها من قبل الجهات المعنية عن الأسعار وإعادة أسعار الأعلاف التي لا تهدأ إلى ما كانت عليه. وأشار في الوقت ذاته، إلى أن الأسعار الحالية تجاوزت التوقعات مما دفع بجمعية منتجي الكتاكيت إلى التفكير في خفض الإنتاج تفاديا للخسارة التي قد يتعرضون لها بعد عزم عدد من مربي الدواجن خفض الإنتاج لصعوبة توفير الأعلاف، الأمر الذي سيسفر عنه من جهة أخرى رفع من أسعار اللحوم البيضاء بسبب الاختلال الذي سيشهده ميزان الطلب والعرض للدواجن بالأسواق المغربية. واستنكر النوري، في ختام حديثه، تغييب تطوير قطاع الدواجن والمواد الأولية للأعلاف عن سياسات وبرامج وزارة الفلاحة والصيد البحري وعلى رأسها مخطط المغرب الأخضر، مشددا على ضرورة توفر الوزارة الوصية على مخططات واعدة وفعالة لإنقاذ قطاع الدواجن من الإفلاس وحماية للأمن الغذائي ببلادنا.سعيد اكويس