ترك حزب العدالة والتنمية الذي يقود الحكومة السوق المغربي للمضاربين الذين أسماهم الوزير المكلف بالشؤون العامة والحكامة نجيب بوليف ب "البانضية" الذين أشعلوا لهيب أسعار المواد الغذائية، وساهموا في اختفاء بعضها من السوق في وقت يصر فيه البيجيدي على تقديم لائحة أسعار بعيدة عن واقع السوق المغربي الذي ارتفعت أسعار مواده الغذائية، وأصبحت خارج السيطرة في ظل شبه غياب لمراقبة حكومية في هذا المجال. وهكذا قفزت أسعار الفواكه إلى أرقام قياسية وأصبحت بعيدة عن متناول الطبقة المتوسطة والفقيرة بالمغرب، فباستثناء "الدلاح" الذي حافظ على ثمنه المعتاد، ارتفعت أسعار باقي الفواكه حيث وصل ثمن العنب مثلا إلى 13 درهم وتجاوز ثمن الخوخ والشهدية 10 دراهم، وتراوح ثمن الموز ما بين 13 درهما و20 درهما حسب النوع والجودة في حين وصل ثمن البرتقال إلى 6 دراهم بعدما كان ثمنه لا يتعدى خلال شهر رمضان 3 دراهم وتجاوز ثمن التفاح 23 درهما. وبالنسبة للخضر فبعدما كان ثمن البطاطس لا يتجاوز درهمين فقد وصل إلى أربعة دراهم في حين تجاوز ثمن البصل 4 دراهم، وكذلك الشأن بالنسبة إلى ثمن الطماطم وصل إلى 3 دراهم ونصف درهم بعدما كان لا يتجاوز درهما ونصف درهم فقط قبل رمضان. بدورها ارتفعت أثمنة الأسماك إلى أرقام قياسية حيث وصل السردين إلى 16درهما وتجاوز ثمن الميرلان 70 درهما. في حين اختفت بعض المواد الغذائية من بعض الأسواق كما هو الشأن بالنسبة للحامض ومادة "الشحمة" التي يتزايد الإقبال عليها في شهر رمضان. هذا وقد أثارت أرقام بوليف هذا الأسبوع بمجلس المستشارين حول انخفاض أسعار بعض المواد الغذائية استغراب بعض المستشارين، حيث أن أغلب المواد الغذائية التي قال بوليف بأن أثمانها انخفضت ارتفعت أثمنها في السوق ومن ضمنها البرتقال. لينطبق على لائحة بوليف ما ينطبق على لائحة أسعار بنكيران التي كان قد قدمها منذ أسابيع، والبعيدة عن الواقع. وكان بوليف قد اعترف أمام مجلس المستشارين بوجود "بانضية" استغلوا ارتفاع أسعار المحروقات ليرفعوا من أثمان المواد الغذائية دون أن يقدم الحلول لمواجهة هؤلاء ليترجم عجز الحكومة في محاربة المضاربات في الأسعار. وكان بوليف قد اعترف في مجلس المستشارين بوجود نقص حاد في مادة الحليب في رمضان، مؤكدا أنه سيتم استيراد نحو 20 ألف طن من هذه المادة وفق مرسوم يقضي بإعفاء استيراد هذه المادة من الرسوم الجمركية، مؤكدا أن نفس الأمر سينطبق على منتوجات أخرى وعلى رأسها القهوة والعصائر.