تحولت رحلة لاعب كرة القدم الفلسطيني محمود السرسك نحو عالم الاحتراف الى كابوس بعد ان قامت اجهزة الامن الاسرائيلية باعتقاله وايداعه السجن حيث باتت حياته مهددة بالخطر بعد اضراب عن الطعام دخل يومه السادس والثمانين. واعتقل السرسك في تموز/يوليو 2009 على حاجز ايريز الحدودي بين قطاع غزة واسرائيل اثناء توجهه الى الضفة الغربية لتوقيع عقد احترافي مع فريق مركز بلاطة الرياضي. وقامت اسرائيل بسجنه بموجب ما يعرف بقانون "الاعتقال الاداري" اي دون محاكمة او توجيه تهمة اليه. وبدأ السرسك البالغ من العمر 25 عاما, اضرابه عن الطعام في 19 اذار/مارس بعد ان قامت اسرائيل بتمديد حبسه اداريا لمدة سته اشهر للمرة السادسه على التوالي. وتدهورت حالته الصحية الى درجة ان عائلته في غزة باتت تخشى وفاته في السجن. وتقول والدته ام العبد (65 عاما) التي غادرت لتوها المستشفى بعدما اصيبت بوعكة صحية بينما كانت في خيمة الاعتصام المفتوح امام مقر الصليب الاحمر الدولي في مدينة غزة تضامنا مع ابنها ورفاقه المضربين عن الطعام "يريدون قتل ابني محمود..لماذا لا يتحرك العالم". وكانت صور كبيرة للسرسك ذي اللحية المشذبة وهو يبتسم الى جانب صور اسرى اخرين يخوضون الاضراب عن الطعام في السجون الاسرائيلية, تملأ جدران خيمة الاعتصام التضامني معه امام بوابة الصليب الاحمر الدولي. وعلى واجهة مقر الصليب الاحمر وضعت صورة كبيرة للسرسك اعدتها شبكة "اطلس سبورت" الرياضية المحلية وكتب عليها "الحرية للاسير اللاعب محمود السرسك". وشارك السرسك قبل اعتقاله في عدة مباريات مع المنتخب الفلسطيني في دول عربية واوروبية. ويقول شقيقه عماد السرسك "نحن خائفون على حياته ونحمل اسرائيل المسؤولية" ويتابع "نوجه نداء الى كل العالم عبر الاندية الاوروبية والعربية بالتدخل لانقاذ حياة محترف كرة القدم محمود..وضعه الصحي خطير جدا وفي اي لحظة يمكن ان يموت". واضاف "هم (الاسرائيليون) يريدون قتل حلمه كلاعب بدأ مشواره للاحتراف ولا نعرف لماذا يواصلون اعتقاله فلا توجد ضده اي تهمة ولم يعترف باي عمل ضد اسرائيل ..كان كل ما يشغله كرة القدم ولا علاقة له بالسياسة". ونظم رفاق السرسك الكرويين حملات تضامن معه خصوصا على مواقع التواصل الاجتماعي تويتر وفيسبوك تحمل احداها عنوان "كلنا محمود" الى جانب فعاليات تضامنية مع السرسك نظمتها اندية في غزة والضفة الغربية تدعو للافراج عنه. وعبر جمال ابو عميرة رئيس اللجنة الرياضية في نادي "خدمات رفح" عن صدمته من عدم استجابة اسرائيل لكل الجهود للافراج عن محمود لاعب النادي, وتابع "نناشد كل الاندية في العالم التضامن مع محمود". واوضح ابو عميرة ان النادي بالتنسيق مع الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم نظم فعاليات ومباريات عديدة تضامنا مع محمود , وقال "من حق هذا اللاعب الناشئ والمحترف ان يرى الحرية لان اعتقاله جاء بدون سبب ولا توجد اي تهم ضده". ووضعت صورة كبيرة للاسير السرسك على واجهة المنصة الرئيسة للنادي وكتب اسفلها "الحرية للاعب محمود السرسك". وحذرت وزارة شؤون الاسرى والمحررين في تقرير اصدرته من وفاة السرسك اثر تدهور وضعه الصحي. وقالت الوزارة ان الاسرى في مستشفى سجن الرملة "محمود كامل السرسك واكرم الريخاوي وسامر البرق يواصلون اضرابهم عن الطعام". واضافت الوزارة ان المحامي فادي عبيدات التقى السرسك ورفاقه وقال ان "محمود يرفض ان يفك اضرابه بناء على وعود شفوية باطلاق سراحه بتاريخ 12/7/2012 وانما يريد وعودا خطية". وذكرت الوزارة ان السرسك "يعطى منذ 26 ايار/مايو الماضي حقنا وريدية بمعدل 4 لتر الى جانب فيتامينات وسكر وماء كي لا يموت". ووجه وزير الاسرى في السلطة الفلسطينية عيسى قراقع نداء للمؤسسات الحقوقية وللامم المتحدة للعمل على انقاذ حياة الاسرى المضربين عن الطعام. ولم يتمكن احد من عائلة السرسك من زيارة محمود في السجن. ويقول والده كامل السرسك ( 70 عاما) الذي عاد الاربعاء الى غزة بعد تلقيه العلاج في مستشفى في القاهرة بسبب جلطة في القلب "اريد ان ارى ابني حيا قبل ان اموت". ويبدو الرجل حزينا على ابنه محمود الذي كان يعيش مع والديه المريضين ويرعاهما. ويتوافد مواطنون ورياضيون فلسطينيون يوميا الى منزل السرسك لمواساة العائلة والتعبير عن تضامنهم مع محمود. وكتب على لافتة عند مدخل منزله "صبرا محمود فان الليل زائل".عادل الزعنون