بلغ المعدل الوطني للبطالة٬ خلال الفصل الأول من السنة الجارية٬ 9,9 في المائة٬ بما مجموعه مليون و130 ألف عاطل٬ مسجلا بذلك ارتفاعا ب 0,8 نقطة بالمقارنة مع الفصل الأول من السنة الماضية (بزيادة 93 ألف عاطل)، وذكرت مذكرة إخبارية للمندوبية السامية للتخطيط حول وضعية سوق الشغل خلال الفصل الأول من سنة 2012، أول أمس الخميس٬ أن أهم الارتفاعات سجلت بالوسط الحضري بمعدل 14,4 في المائة (زائد 1,1 نقطة مقارنة مع الفترة ذاتها من السنة الماضية) وبالعالم القروي الذي يمثل 4,8 في المئة (زائد 0,5 نقطة خلال الفصل الأول من 2011)٬ ولاسيما لدى الشباب المتراوحة أعمارهم بين 15 و24 سنة ب 19,2 في المئة (بارتفاع يبلغ 1,8 في المائة) ولدى الشباب البالغين من العمر بين 25 سنة و34 سنة (زائد 1,4 في المائة). وقال مهتمون ومهنيون إن الأوضاع مهددة بمزيد من التفاقم، بسبب غياب أي مؤشرات عن قرب انتهاء الأزمة الاقتصادية التي تضرب المغرب، وأكدوا أن هناك أكثر من سبب يدعو الحكومة إلى مراجعة حساباتها، وذلك في ظل غياب الثقة بين أصحاب القرار والفاعلين الاقتصاديين. وقالت المصادر إن الشهور القادمة ستكون كارثية على الوضع الاقتصادي في البلاد، بسبب السياسة الحكومية التي تهتم أكثر بتدبير الجانب الماكرو- اقتصادي على حساب القدرة الشرائية للمغاربة، موضحة أن كثيرا من وحدات الإنتاج بدأت تغلق أبوابها وتشرد عشرات العمال. وتوقعت مصادر غير رسمية أن تنتهي سنة 2012 على إيقاع الأزمة، حيث ينتظر أن يتجاوز معدل البطالة 10 في المائة. ودقت المصادر ذاتها، ناقوس الخطر وقالت إن المعدل ارتفع ب 1,4 في المائة في ظرف أربعة أشهر، وكان المعدل استقر مع متم سنة 2011 في 8٬5 في المائة خلال الفصل الرابع من سنة 2011. وكان تقرير نشره بنك المغرب في متم 2011 أكد تراجع معدل البطالة بالوسط الحضري من 13٬7 إلى 13 في المائة ومعدل البطالة في الوسط القروي من 4.2 إلى 3.4 في المائة٬ فيما ارتفعت جميع المؤشرات خلال الأربعة أشهر الأخيرة، معلنة أكبر ارتفاع في معدل البطالة منذ أكثر من سنة. وقالت مصادر تحدثت إليها "النهار المغربية" صباح أمس الجمعة، إن الارتفاع الحاصل في عدد العاطلين، والذي يقدر بحوالي 93 ألف عاطل جديد، لا يعكس حقيقة قطاع التشغيل في المغرب الذي يعاني خصاصا كبيرا في عدد من المجالات، موضحة أن الأرقام التي أعلنت عنها مندوبية التخطيط خطيرة جدا وتستدعي تدخلا عاجلا لإنقاذ الوضع. وقالت التقارير إن أكثر الفئات التي تعاني اليوم من البطالة هي فئة الشباب ما بين 15 و24 سنة حيث استقرت نسبة البطالة في 18.3 في المائة. وأوضحت المصادر، أنه في الوسط الحضري وحده تم فقدان 26 ألف منصب شغل، وأكدت التقارير أن الحجم الإجمالي للتشغيل خلال الفترة بين الفصل الأول من السنة الماضية والفصل الأول من السنة الجارية من 10 ملايين و407 آلاف إلى 10 ملايين و298 ألفا٬ وهو ما يمثل فقدان 109 آلاف منصب، 82 ألفا منها بالمناطق الحضرية و27 ألفا بالعالم القروي٬ لينتقل معدل الشغل خلال نفس الفترة من 44,6 في المائة إلى 43,4 في المئة. وحسب هذه المذكرة٬ فإنه حدث فقدان مهم لمناصب الشغل بقطاعات الفلاحة والغابة والصيد والبناء والأشغال العمومية (ناقص 42 ألف منصب).عبد المجيد أشرف